في مسيرة حياتنا ، نمضي عابرين بشغف نحو الأمل والطموح والتنافس على محطات الحياة ، وبين مرحلة وأخرى ، نقف لمراجعة خط المسير بإيجابياته وسلبياته وتحدّياته ، ونحاول التغلّب عليها لإكمال بقية الرحلة بكل سلام وهدوء وطمأنينة وبدون أخطاء مستفيدين من الخبرات السابقة التي تعترضنا في أيام الحياة ومراحلها وحقبها الزمنية. ولكن في كل مرة وحقبة زمنية ، نحاول أن نتحرك ونسير بطاقة أكثر سرعة وحيوية لنكتشف أننا لا نستطيع أن نكمل المسير بطاقة قوية كما كنا .
عند ذلك نتوقف لنعرف ونعترف أننا كبرنا على غفلة منًا وزادت مسؤولياتنا وزادت الأثقال وتغيرت نظرتنا البريئة للحياة . آه لقد كبرنا وأصبحنا نبتلع الحسرات بصمت ونبكي بعيداً عن الأنظار وفي قلوبنا ونكتم ونخفي بداخلنا كل إحساس بالحزن يراودنا وذلك حتى لا يُشار إلينا بأننا ضعفاء وحتى لا يشمت بنا أحد.كبرنا وصار حديث النفس و الصمت عنواناً لنا وميزة تميزنا بها عن غيرنا .
نعم كبرنا ولم نعد نبحث عمّن يشاركنا أوجاعنا أو يخفّف عنا وطأة الأيام ولم تعد الأشياء التي نحبها تغرينا ولم نعد نحتسب الأيام لتمضي وتحقّق أمانينا.تثاقلت خُطانا في المسير وتغير بنا الزمان وأدركنا حقيقة الأحلام والآمال والحياة فلا نحن بقينا كما نحن ولا الأيام أعادت لنا ما أخذته منا، فالحياة متقلّبة ،والعمر يسير بسرعة ولانستطيع الإمساك به والحدّ من سرعته إلا بالذكريات التي تصنعها السنون وتضعها في القلب لنتذكرها في أحلامنا وبين فترة وأخرى ونستجلبها ونعيدها إذا أردنا ولكننا لانستطيع أن نعيد السنين التي كانت فيها ذكريات سنين العمر بكل تفاصيلها لنتذكر حقيقة الفجر وطلوع الشمس وغروبها لندرك ونعرف أن كل شمس يوم ،تطلع جديدة ، وتختلف في كل مداراتها وخطوطها وشروقها وغروبها وذلك لتعلن لنا بأن الزمان لايرجع مرة أخرى مهما اشتاقت الأماكن لذكرياتها.
lewefe@