البلاد – وكالات
تشهد العاصمة طرابلس لليوم الثاني على التوالي، انتشاراً عسكرياً وأمنياً كثيفاً، بعد تجدد الدعوات للخروج في مظاهرات مناهضة على خلفية لقاء وزيرة الخارجية الليبية المقالة، نجلاء المنقوش، مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما.
وتمركزت المدرعات المصفحة والسيارات العسكرية التي تحمل الأسلحة الرشاشة، أمس (السبت) في أغلب النقاط العسكرية للعاصمة، فيما جابت العديد من الأرتال العسكرية الضخمة الشوارع. كما أغلقت الطرقات المؤدية لميدان الشهداء- الساحة الرسمية في البلاد. وكذلك أقفلت الشوارع المؤدية إلى منازل المسؤولين، بما فيها الفيلا التي يتخذها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة مقراً غير رسمي لعقد الاجتماعات مع كبار الشخصيات الأمنية و العسكرية.
وكان الدبيبة قد كرر مراراً خلال الأيام الماضية رفضه التطبيع مع إسرائيل. وأمس أكد مجدداً أن لقاء وزيرة خارجيته مع كوهين أمر جلل وقضية كبرى، حتى وإن كان لقاء هامشياً. إلا أنه رأى أن أطرافاً كثيرة استغلت هذا الموضوع لتصفية حسابات سياسية ضيقة مع مشروع الانتخابات، مشدداً على أن الحكومة ستتصدى بقوة تجاه من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد وسلامة الليبيين وممتلكاتهم العامة والخاصة.
وأثار لقاء كوهين والمنقوش الذي عقد الشهر الماضي بالعاصمة الإيطالية أزمة داخل ليبيا، واحتجاجات غاضبة دفعت رئيس الوزراء إلى إقالة الوزيرة وإحالتها للتحقيق، لكن الغموض لف مكان تواجد الوزيرة، بعد أنباء عن سفرها إلى تركيا ومن ثم إلى بلد ثالث، دون أن يتم تأكيد تلك المعلومات رسمياً حتى الساعة. فيما ألمح بعض المسؤولين في الحكومة إلى أن الدبيبة كان على علم باللقاء، إلا أنه خاف من رد الفعل الشعبي.