كل من يعرفني، يعرف أنني كنت- ولازلت- ضد ما يسمى “إعلام الأندية” حيث إن هذا المسمى لعب دوراً كبيرًا في تغذية التعصب وانقسام الجماهير وانخفاض مستوى مخرجات الإعلام الرياضي، بحيث أصبحت البرامج تختار من يظهر بحسب الميول أو توزع الإعلاميين الذين يظهرون بها كممثلين من كل ناد، وكأنها حكومة محاصصة، وهذا المسمى جعل هؤلاء الإعلاميين لديهم الرغبة في عمل أو قول أي شيء؛ من أجل النادي حتى وإن جعله يقلل من قيمته أمام العالم بتحوله لإحدى شخصيات برامج الواقع.
مؤخرًا، لم يعد إعلام الأندية بتلك القوة والتأثير، ولكن حلت مكانهم (من ناحية الأثر والتأثير) فئة أخرى تؤثر سلبيًا على الأندية وعقليات ونفسيات المشجعين، وهم ما يسمون بالهوامير أو المؤثرين.
هؤلاء يعكرون مزاج المشجع، ويشككون في الإدارات ويزعزعون علاقة الجماهير بها، ويفعلون نفس الأمر مع النجوم والأجهزة الفنية، ومشكلتهم في رأيي هي (الاعتقاد). نعم (الاعتقاد) فهم يعتقدون أنهم يعلمون كل شيء في علم إدارة الاندية، ويعتقدون أنهم يعلمون كل شيء يدور في أروقة الأندية حتى لو كانت مكالمة هاتفية من جوال الرئيس لنائبه، ويعتقدون أنهم يفهمون في القانون الرياضي أكثر من وزارة الرياضة ولجانها، ويعتقدون أنهم يفهمون أكثر من المدرب في التفاصيل التكتيكية والفنية والبدنية، كما يعتقدون أن التنافس مع الأندية الأخرى وجماهيرها، هي حرب مقدسة تبيح لهم التطاول على الآخرين. قد تكون لديهم معلومات عن أي مما سبق ذكره، ولكن وجود المعلومة لا يعني العلم بكل شيء.
احذرهم عزيزي المشجع، فما يقومون به لا علاقة له بالفريق. أنت تشجع الفريق؛ مهما كان من يدربه أو يديره أو يلعب له، ودورك أن تدعمه في الملعب ولا يوجد شخص يحق له أن يملي عليك ماهو الصح وماهو الخطأ.
بُعد آخر..
الوزير الموقر عادل الجبير ذكر في إحدى حواراته ” نحن لسنا جمهورية موز”Banana Republic، فتطبيق المؤسساتية والانتهاء من عهد عضو داعم وذهبي وفعال، والابتعاد عن التشكيك، والتفاعل والشفافية من قبل المؤسسة الرياضة، هي ما تحرك الأعمال وليس الأشخاص وأهواؤهم ومصالحهم، وهو أمر جدًا مهم؛ بحيث تكون السيطرة للنظام والمصلحة العامة.
بإذن الله القادم أفضل