جدة – ياسر خليل
حذّر أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، من مقاطع التفاخر التي بدأت تنتشر بشكل لافت للنظر في مواقع التواصل الاجتماعي وتتضمن تباهي بعض الشابات والشباب بإنشاء بما يدعونه أو يسمونه بـ “البقالات المنزلية” للاستفادة منها أوقات السهر والجوع في أوقات متأخرة.
وهي عبارة عن تخصيص ” دواليب لحفظ الأطعمة المغلفة بكميات كبيرة جداً” وتكون مخصصة لجميع أفراد الأسرة وخصوصاً الأطفال الصغار واليافعين من خلال تخزين وتناول بعض الأطعمة غير الصحية مثل “الشيبس ، المشروبات الغازية ، الشوكولاتات ، الكروسونات المغلفة ، أطعمة التسالي بمختلف أنواعها ، الحلويات ، وغيرها” ، إذ يتم حفظ هذه الأطعمة بكميات كبيرة جداً بهدف سهولة الحصول عليها وتناولها في أي وقت على مدار اليوم دون الاحتياج إلى توجه أي من الأفراد إلى البقالة الخارجية أو السوبر ماركت لشراء تلك الأطعمة والمشروبات.
وقال إن انتشار مثل هذه المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي يشجع الآخرين على التقليد، وهذا الأمر غير صحي تحديداً للأطفال الذين يجدون في هذه البقالات المنزلية كل ما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات الغازية فيزداد استهلاكهم لها بمعدلات عالية وبشكل يومي وهو مؤشر غير صحي في تعرضهم للأمراض التي تبدأ من الأسنان وتنتهي إلى السمنة لاحتوائها على سكريات عالية وسعرات حرارية.
وتابع “الاغا” : قد يجد الأطفال وخصوصًا اليافعين في البقالات المنزلية فرصة كبيرة في استهلاك المشروبات الغازية بكثرة، وهذا الأمر يشكل خطورة على صحتهم ، فهذه المشروبات معالجة أي أنها غير طبيعية، وبالتالي فإنها غير صحية لأنها تحتوي على السكر الذي له تأثير سلبي على صحة الإنسان ، إذ تحتوي المشروبات الغازية على كمية كبيرة من الكافيين وحمض الفوسفوريك وحمض الستريك، ولهما قدرة كبيرة على امتصاص الجسم للكالسيوم، كما أن الكافيين الموجود في هذه المشروبات قد يعيق نومهم ويسبب لهم الأرق الليلي.
وأردف: كما أن تخزين الشيبس بمختلف أصنافه وأشكاله وألوانه يشجع الأطفال على زيادة استهلاكها ، وقد يترتب على ذلك انعكاسات غير صحية ومنها زيادة الكوليسترول فى الدم لترسيبها دهونا مشبعة ضارة بسبب الزيوت المهدرجة التى يتم قليها فيها ، زيادة نسبة الأملاح في الجسم لكون الشيبس يحتوي على كمية كبيرة من الملح ، وايضاً تهيج أحماض المعدة، ضعف المناعة بسبب مكسبات الطعم والإضافات الصناعية ، زيادة معدل الإصابة بالسمنة الموضعية ، وغيرها من المشاكل المؤثرة على الجسد.
وخلص استشاري غدد الصماء وسكري الأطفال إلى القول ، إن وجود البقالات المنزلية قد يمهد تدريجياً إلى اكتساب بعض الكيلوجرامات عند الأطفال بعد فترة من الزمن ولا سيما عند الذين لا يمارسون أي نشاط رياضي ويمتازون بالخمول الجسدي ، لذا يجب على كل من يخصص في منزله مستودعاً لتخزين الأكل غير الصحي بأن يتخذ كل الاحتياطات الصحية الوقائية حتى لا تكون هذه البقالات المنزلية سبباً لاكتساب الأمراض عند الأبناء.