سبحان من قدر الموت على خلقه وجعله مصيراً لا مفر منه وحقيقة نعرفها ونتمنى الفرار منها ، لكن هيهات هيهات “أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ “.
أي أنتم صائرون إلى الموت لا محالة ، ولا ينجو منه أحد منكم.
رحل عن حياتنا الدنيا قبل أيام الصديق الخلوق المتواضع الجميل سليمان غيث الحمدي ، هذا الرجل الذي لم يأسره زخرف الحياة الدنيا ولا جبروت السلطة وقوتها حين تولى العديد من المناصب القيادية في قطاع حرس الحدود الذي تقاعد منه برتبة عميد ، عندما يهاتفك تجد لهفة المحب الذي يحرص على أن تكون بخير دائماً ، أياديه البيضاء تمتد في جنح الظلام لتغيث الملهوف ، وكما قيل فإن لكل إنسان له من أسمه نصيب فهو سليمان غيث، وكأنه الغيث الذي يروي الأرض وينبت الزرع .
ما أصعب الكتابة عن الراحلين وما أصعب الفراق ، وجدت أبا فراس صابراً محتسباً الأجر في مرضه الذي لم يمهله كثيراً، لا يذكر الناس إلا بالخير ، يتذكره من عملوا معه بالإنضباط والحكمة ، ويتذكره من تكالبت عليهم الدنيا بالخير والعطاء في الخفاء من أجل إبتغاء الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى ، وأتذكره بالكثير من المواقف الجميلة ، اسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهم أهله وأحبابه الصبر والسلوان وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه ، واللقاء إن شاء الله في جنة الفردوس.
naifalbrgani@