البلاد – وكالات
استعدادًا للقيام بأول جولة خارجية له منذ بداية الحرب، وصل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس (الأحد)، إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر بطائرة خاصة، وكان في استقباله نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار، وعضو المجلس الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر إبراهيم، وعدد من الوزراء.
وقال بيان للجيش: إن قائده يواصل جولاته التفقدية لبعض المناطق العسكرية داخل وخارج منطقة العاصمة المركزية، حيث زار قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع.
وتجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في الخرطوم أمس؛ إذ سمع دوي انفجارات قوية هزت جنوب وسط العاصمة. وقال الجيش: إن الانفجارات كانت جراء غارات جوية لمقاتلات الجيش السوداني على موقعين تابعين لقوات الدعم السريع.
واندلعت مجدداً اشتباكات في محيط سلاح المدرعات بالخرطوم وسلاح المهندسين في أم درمان، مصحوبة بقصف مكثف في عدة اتجاهات سواء بالخرطوم وأم درمان وبحري. وكانت قوات الدعم شنت السبت هجوماً جديداً على معسكر المدرعات جنوب العاصمة، هو السابع من نوعه خلال الأيام الماضية، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من صده.
وقال شهود عيان: إن الجيش نفذ قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً على أجزاء واسعة في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وأم درمان وبحري) استهدف تمركزات الدعم السريع. القصف العنيف طال محيط المدينة الرياضية وأرض المعسكرات التابعة لقوات الدعم السريع جنوب الخرطوم.
ومنذ 15 أبريل الماضي، تدور اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع زادت حدتها في العاصمة الخرطوم، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على العديد من مناطق الخرطوم، في حين يحافظ الجيش، الذي يمتلك طائرات حربية ومدفعية ثقيلة، على سيطرته على قواعده الرئيسة في العاصمة، وفي الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد، بحسب وكالة رويترز.
وتتواصل المعارك بين الجانبين للشهر الخامس على التوالي، مخلفة أكثر من 3 آلاف قتيل، ونحو 4 ملايين نازح ولاجئ سواء داخل السودان أو خارجها.
وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أن الاشتباكات الجارية، والجوع يهددان بـ”تدمير” السودان بالكامل في ظل المعارك العنيفة الحالية. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: “إن الحرب في السودان تثير وضعاً طارئاً إنسانياً له أبعاد هائلة، وهذا النزاع الذي يتسع مع ما يخلفه من جوع وأمراض ونزوح سكاني، بات يهدد بالإطاحة بالبلاد بكاملها”.
المسؤول الأممي أعرب عن قلقه من أن استمرار الصراع قد يدفع المنطقة بأكملها إلى “كارثة إنسانية”، مشيراً إلى وجود مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، ويواجهون خطر الموت إذا تركوا دون علاج.