البلاد – وكالات
تتواصل المساعي الدولية لحل الأزمة في النيجر، حيث يجري وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف جولة أفريقية تشمل ثلاث بلدان من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”.
وقال بيان للخارجية الجزائرية: إن الوزير عطاف، وبتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، شرع ابتداءً من أمس، في زيارات عمل إلى كل من نيجيريا وبنين وغانا، لإجراء مشاورات مع نظرائه في هذه البلدان التي تنتمي إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا؛ لبحث حل سياسي للأزمة. وبين أن هذه المشاورات ستتمحور حول الأزمة في النيجر وسبل التكفل بها عبر الإسهام في بلورة حل سياسي، يجنب هذا البلد والمنطقة بأسرها تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع.
وتتزايد أزمة النيجر تعقيداً، وسط ضغوط تتصاعد على المجلس العسكري، كان أحدثها عقوبات الاتحاد الأفريقي، الذي أعلن تعليق مشاركة النيجر في جميع أنشطته عقب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطياً، محمد بازوم، في 26 يوليو الماضي. وعقب مرات عديدة من رفض قادة الانقلاب في النيجر مقابلة أي وفود من قبل مجموعة إيكواس التي فرضت عقوبات وهددت بالتدخل العسكري، بدت انفراجة تلوح في الأفق. ولأول مرة، استقبل المجلس العسكري وفد المنظمة، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آمالاً في حل دبلوماسي. قبل أن يعود الموقف بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والسلطات العسكرية بالنيجر سيرته الأولى، بعد رفض الفترة الانتقالية المقترحة.
وقابلت “إيكواس” مقترح المجلس العسكري الحاكم في النيجر، والقاضي بتسيير فترة انتقالية من ثلاث سنوات تعقبها انتخابات ديمقراطية، برفض قاطع. ورد على لسان مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المنظمة الإقليمية عبدالفتاح موسى، الذي قال: “أطلقوا سراح الرئيس محمد بازوم دون شروط مسبقة، واستعيدوا النظام الدستوري دون مزيد من التأخير”.
وترفض بشدة الجزائر الخيار العسكري في حل الأزمة، وقالت الإذاعة الجزائرية: إن بلادها رفضت طلباً فرنسياً لفتح أجوائها أمام عملية عسكرية في النيجر بعد انقلاب 26 يوليو في الدولة الواقعة غرب أفريقيا التي تقع إلى الجنوب من الحدود الجزائرية. الإذاعة أوضحت أن فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، غير أنها أكدت أن الجزائر التي كانت دائماً ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارماً وواضحاً. وخيار التدخل العسكري في النيجر لم يجد إجماعاً داخل الكتلة، أو دعماً دولياً سوى من فرنسا التي نفت عبر رئاسة هيئة أركان الدفاع بها أنها طلبت من الجزائر استخدام مجالها الجوي لتنفيذ عملية عسكرية في النيجر.