البلاد – جدة
يحتفي العالم باليوم العالمي لرواد الأعمال في 21 أغسطس من كل عام، تكريماً للمبدعين والمبتكرين ورواد ورائدات الأعمال على مستوى العالم، ممن ابتكروا أفكاراً جديدة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع. ويهدف هذا اليوم إلى نشر ثقافة الإبداع والابتكار والقيادة وريادة الأعمال وتحفيز وتنمية روح المبادرة لدى الشباب وأصحاب الطموح في جميع أنحاء العالم، كما يعتبر فرصة للتشجيع على خوض التجربة وروح المغامرة والدخول في عالم ريادة الأعمال الذي يرحب بكل الأعمار والأجناس دون تفرقة، حيث يوفر إمكانية اقتحام الأسواق بمختلف أنواعها.
ويشهد اليوم العالمي لرواد الأعمال عقد العديد من المؤتمرات والندوات لرصد بعض الجوائز التحفيزية والمبادرات والتي تكون في الغالب منحًا تدريبية في معسكرات تنفذها بعض الجهات في معظم دول العالم. وقد ينبغي توضيح مفهوم رائد الأعمال ، قبل الانخراط في الحديث عن اليوم العالمي لرواد الأعمال، فهو الشخص الذي يقرر بناء أو تأسيس مؤسسة أو مشروع ربحي صغير ويتولى إدارته، معتمدًا على توفير الموارد اللازمة التي يحتاجها مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحسوبة والأرباح المتوقعة. ويتسم رائد الأعمال بمجموعة من الصفات الاستثنائية التي تكتب العديد من قصص النجاح؛ إذ يتمتع بالشغف والطموح وتحديد الهدف والمثابرة باعتبار ذلك القوة الدافعة له لبناء مشروعه الخاص.
ويملك رائد الأعمال استراتيجية شاملة حتى تكون لديه القدرة الكاملة لتحقيق هذا الهدف مدعومة بالعديد من الأفكار القوية الجديدة في سوق العمل، كما لا بد أن تكون لديه المهارة والقدرة على صناعة القرار الحاسمة والحيوية.
ويتولى رواد الأعمال الكثير من المهام التي تتخطى مجرد البيع والشراء، ومن هذه المهام: إدارة التدفق النقدي، و التعامل مع أمور المخزون، وسلسلة التوريد، ناهيك عن إنشاء علامة تجارية وجذب العملاء، علمًا بأن هناك العديد من أنواع ريادة الأعمال بداية من الصغيرة، مروراً بالاجتماعية، وصولاً إلى الربحية.
ريادة الأعمال عمل شاق جداً ورحلة طويلة، وأغلب الذين يقررون السير في هذا المسار تكون لديهم أهداف كبرى، ودوافع ومحفزات قوية، وإلا فلن يتمكنوا من التغلب على العقبات التي ستعترض طريقهم لا محالة. وعلى الرغم من الارتباط الوثيق بين رائد الأعمال والمبتكر، إلا أن رواد الأعمال يصب كل تركيزهم على تحويل الأفكار العظيمة التي قدمها وأبدعها المبتكرون إلى فرص يمكنها جلب الربح، في حين لا يضع المبتكر الذهاب إلى السوق ولا الحصول على الربح في اعتباره.
من جهتها، أعلنت مؤسسة محمد بن سلمان “مسك” عن إطلاق المرحلة الأولى من برنامجها “مدرسة مسك لرواد الأعمال” بهدف تمكين رواد الأعمال الصاعدين من المهارات الأساسية لريادة الأعمال وإطلاق المشاريع الناشئة في سوق عمل اليوم. ويأتي إطلاق المدرسة في إطار مجموعة برامج “مسك الريادة” التي تقدم إلى رواد الأعمال الصاعدين؛ لتمكينهم من شق طريقهم إلى سوق ريادة الأعمال بكفاءة وفعالية.
ويطرح البرنامج على قائمته عدداً من مسارات التعلم لرواد الأعمال الناشئين، يأتي على رأسها مسار “التحقُّق من السوق” لتمكين المتدرب من تحديد مدى توافق مشروعه التجاري مع الاحتياج القائم في السوق وشريحة العملاء المستهدفين، و”تكوين الفريق” لمساعدة المتدرب في تكوين الفريق التأسيسي وتعريف الأدوار والمسؤوليات، و”التمويل” للتعرُّف على أشكال التمويل المتاحة واختيار الشكل الأنسب للمشروع. كما يتضمن البرنامج حزمة من الدورات وورش العمل يقدمها عدد من رواد الأعمال البارزين، حيث يطرح البرنامج دورة “التحقُّق من السوق” يقدمها الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة مرسول أيمن السند، وأحد مؤسسي شركة صبّار أفنان الشربيني، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة تمارا عبدالمجيد الصيخان. ويقدم دورة “فريق العمل” كل من: المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ترجمة نور الحسن، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة يونيفونيك أحمد حمدان، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة ساري محمد الدوسري. كما يقدم دورة “التمويل”: الشريك الاستثماري في شركة أوتلايرز فنتشر كابيتال سارة الصالح، والمؤسس والشريك الإداري لشركة نما فنتشرز محمد الزعبي، والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة سدو كابيتال قصي السيف.
وتأتي هذه الدورات جنباً إلى جنب مع برنامج “سبارك”، الذي يضع المتعلمين على صلة مباشرة بنخبة من رواد الأعمال الناجحين، بهدف صناعة جيل جديد من رواد الأعمال الشباب.
وأكدت “مسك” أن برنامج مدرسة مسك لرواد الأعمال يستلهم تصميمه من أفضل التجارب العالمية لإلهام جيل الشباب الريادي وتمكينهم من خَوْض تجارب الريادة، ليكونوا قادة المستقبل في سوق المشاريع الناشئة، من خلال رَفْدهم بالأدوات والمهارات اللازمة، ومَنْحهم الجُرْأة على بَدْء رحلة ناجحة في عالم ريادة الأعمال.
وذكرت أن برنامج “سبارك” مسار سريع لنقل الرائد من نقطة الانطلاقة إلى نقطة العرض التقديمي للمشروع الريادي؛ بالاستفادة من خبرات مجموعة من الرياديين العالميين، وهو في الآن ذاته منافسة ريادية تؤهل عشرة من المتنافسين لتسويق مشاريعهم أمام لجنة من الحُكَّام، يَنْتُج عنها خمسة من الفائزين بدعم مالي من شركة “نيوم”، ومساحات عمل من هيئة “منشآت”، وصلات رفيعة المستوى مع مجتمع ريادة الأعمال.