جدة – ياسر خليل
نصح مستشار الإعلام الصحي الصيدلي الدكتور صبحي الحداد، الأشخاص المقبلين على إجراء عملية جراحية بإخبار الطبيب حال كانوا يتناولون الأسبرين؛ لأنهم قد يحتاجون إلى التوقف عن تناوله قبل 7 أيام على الأقل من العملية، مبيناً أنه لا ينصح باستخدام الأسبرين للأفراد الذين لديهم القرحة الهضمية، والهيموفيليا أو أي اضطراب نزيف آخر، ومن لديهم حساسية من الأسبرين، ومن لديهم حساسية من الأدوية المضادة للالتهاب مثل إيبوبروفين، ومن يعانون من خطر النزيف في الجهاز الهضمي أو السكتة النزفية، والخاضعين لعلاج الأسنان أو الجراحة، بينما هنالك بعض الحالات الأخرى التي يجب الحذر من تناول الأسبرين خلالها، إلا بعد استشارة الطبيب، أهمها: المصابون بالربو، وارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، ومن لديهم مشاكل في الكبد أو الكلى.
وقال لـ”البلاد”: “إن دواء الأسبرين متداول بين الناس منذ أكثر من قرن، بينما الكثيرون لا يعرفون استخداماته وفوائده ومخاطره، فهو مضاد غير إستروئيدي للالتهاب يستخدم لتسكين الآلام، وتخفيض درجة الحرارة، وتقليل أعراض التهاب المفاصل. وهو مسكن يخفف الألم دون التخدير أو فقدان الوعي وخافضاً للحرارة، إذ يقلل من الحمى، ومضاد للالتهابات يخفضها في حال استخدامه في جرعات أعلى. كما أنه غير لا يحتوي على الكورتيزون ما يعني أنه ليس من المنشطات، والتي غالباً ما يكون لها فوائد مماثلة، ولكن يمكن أن يكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها”، مشيراً إلى أن المسكنات، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تميل إلى أن تكون غير مخدرة.
وأكد د. الحداد أن الأسبرين هو واحد من الأدوية الأكثر استخداماً على نطاق واسع في العالم، ويأتي من الساليسيلات، والتي يمكن العثور عليها في النباتات مثل أشجار الصفصاف وميرتل. وكان أول عقار غير استيروئيدي مضاد للالتهابات يتم اكتشاف، موضحاً أن الأسبرين يعتبر واحداً من الأدوية الأكثر شيوعا لعلاج الآلام الخفيفة إلى المعتدلة، والصداع النصفي، والحمى.
ولفت إلى أن من أكثر الاستخدامات شيوعا للأسبرين، هي: حالات الصداع، آلام الدورة الشهرية، نزلات البرد، الإنفلونزا، الالتواء، وفي حال استخدام الأسبرين لعلاج الآلام المتوسطة إلى المعتدلة يتم استخدامه وحده. أما إذا كان الألم بين معتدل إلى شديد، غالباً ما يستخدم إلى جانب المسكنات الأفيونية الأخرى ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية. ويستخدم الأسبرين بجرعات عالية، ليساعد على التقليل من أعراض: الحمى الروماتيزمية، التهاب المفاصل الروماتيزمي، التهاب غشاء القلب (التامور)، وهو مرض يصيب تامور القلب أي التهاب غشاء القلب.
وأوضح د. الحداد أن اتخدم الأسبرين بجرعات منخفضة (81-100 ملغم)، يساعد على التقليل من أعراض: منع تشكل الجلطات الدموية، والتقليل من خطر هجوم النوبة الإقفارية العابرة: وهي اضطراب في نشاط الدماغ. وكذلك لمنع احتشاء عضلة القلب للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق منع تشكيل جلطة. ولمنع السكتة الدماغية، ولكن ليس لعلاجها ولمنع سرطان القولون والمستقيم، ناصحاً بعدم استخدام الأسبرين للأطفال، لأنه في العادة لا يفضّل استخدامه لمن تقل أعمارهم عن 16 عاماً، لأنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ب (متلازمة راي)، التي يمكن أن تظهر بعد ظهور فيروس، مثل البرد، والإنفلونزا، أو جدري الماء. ومع ذلك، قد يصف الطبيب المعالج الأسبرين للطفل تحت إشرافه، في حال كان الطفل يعاني من مرض كاواساكي (Kawasaki disease)، وهو مرض نادر يصيب الأطفال دون سن الخامسة، ويتسبب في الالتهاب الحاد في الأوعية.
ولفت إلى أنه يمكن استخدام جرعة منخفضة من الأسبرين، ما بين 75-81 ملليغرام (ملغ) يومياً، كدواء مضاد للصفيحات، لمنع الجلطات الدموية من التشكيل. وقد يعطى هذا للمرضى الذين يعانون من: مجازة الشريان التاجي (باي باس)، نوبة قلبية، السكتة الدماغية، الرجفان الأذيني الذي عادة ما يكون مصحوباً بتسارع نبض القلب وعدم انتظامها، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على تزويد الجسم بالدم، ومتلازمة الشريان التاجي.
وأضاف: “يمكن أيضا إعطاء الناس جرعة منخفضة من الأسبرين إذا كان لديهم عوامل الخطر التالية، وإذا كان الطبيب يعتقد أن هناك فرصة لنوبة قلبية أو السكتة الدماغية، مثل:
ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، ارتفاع ضغط الدم، أو فرط ضغط الدم البابي، لمرضى السكري، والمدخنون. وهنالك حالات أخرى قد ينصح بإعطائهم جرعة منخفضة من الأسبرين مثل أولئك الذين يعانون من تلف شبكية العين، أو اعتلال الشبكية، ومن لديهم مرض السكري لأكثر من 10 أعوام، والمرضى الذين يتناولون الأدوية الخافضة للضغط”.
ويقول د. الحداد، إن جمعية العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة الأمريكية قد أوصت باستخدام الأسبرين يومياً بجرعات منخفضة، لمنع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان القولون والمستقيم للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و59 عاما والحالات التالية: الأشخاص الذين لديهم 10% أو أعلى من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، الأشخاص الذين لا يعانون من خطر النزيف، الأشخاص الذين من المحتمل أن يعيشوا 10 سنوات أخرى على الأقل، والأشخاص الذين يكونون على استعداد لاتخاذ الجرعة لمدة 10 سنوات على الأقل. وفي كل هذه الحالات، فإن الشخص عادة ما يستمر في تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يومياً لبقية حياته.