يقول سفيان مسعود في دراسته:”يركز الكثير من المسؤولين في الأندية على الجانب البدني والمهاري والفني ويهملون النفسي، والمتتبع للتدريب في كرة اليد يلاحظ قلة الاهتمام بالحالة النفسية للاعبين في مختلف مستويات الفرق؛ لذا جاءت هذه الدراسة 2022 لتثبت أن اكتساب المهارات النفسية والسلوك التنافسي له دور كبير في التأثير النفسي على مستوى الرياضي، وتحقيق التفوق في اللعبة التي يمارسها” فعلم النفس الرياضي يعتبر أحد فروع علم النفس، الذي يهتم بدراسه نفسية الرياضي وقدراته وسماته الشخصية والاهتمام بالجانب البدني وتدريباته، واستغلال موهبته وتركيزه بالطريقة الصحيحة، ويعمل على تحقيق جملة من الأهداف؛ وأهمها فهم ومعرفة أسباب حدوث السلوك الرياضي وتفسيره، والعوامل التي تؤثر فيه والتنبؤ بما سيكون عليه، فيعد الجانب النفسي من الجوانب التي تساعد الرياضي إلى الوصول للمستوى التنافسي العالي، وضبط ردة فعله وتعديلها وتوجيهها وتحسينها للأفضل.
الفئات السنية هم الأكثر حاجة للمعد النفسي من الفريق الأول، فهو يساعد اللاعب على إعطائه الثقة في النفس وزيادة الدافعية، ويجعله يحترم القوانين ويرفع مستوى أدائه، وذلك لتحقيق المنجز ويبعده عن القلق والتوتر والرهبة التي قد تصيبه أمام الجمهور، وخصوصًا المباريات المصيرية، فالأخصائي النفسي الرياضي يحتاجه أي رياضي وهو يمثل 25 % من الجوانب المتعلقة باللاعب، فهو المسؤول عنه منذ بداية المعسكر إلى نهاية الموسم، قبل وأثناء وبعد كل مباراة، وبواسطته يرفع درجة استعداده نفسيًا، وذلك للاشتراك من غير أي شد ولا انفعال.
ما أثبتته الدراسات الحديثة أن أي رياضي يحتاج إلى إعداد متكامل؛ بدنيًا ومهاريًا وفنيًا ونفسيًا، فالمعد النفسي الرياضي ليس له علاقة بالطب النفسي، ولا بأخصائي التنمية البشرية، فهو يلعب دور مهم في القدرة على التفكير السليم والتصرف الحسن أثناء التدريبات والمباريات، وتزداد أهميته كلما اشتد التنافس بين الفريقين، وفي كل أوقات المباراة، وخصوصًا في اللحظات الحرجة من اللقاء.
من خلاله ينمي لهم الإمكانات العقلية ويساعدهم على اتخاذ القرار الصحيح أثناء المنافسة، ويزودهم بالمعارف والمعلومات النظرية والتطبيقية؛ مثل قانون اللعبة، وأيضًا النواحي الصحية والخصائص البشرية، والتعامل ذهنيًا والبعد عن التردد، وأن يكون تركيزهم وانتباههم عاليًا، وأن يجعلهم يقامون ضغوطات الحياة وأن يكون جانبهم النفسي متوازنًا، وإبعادهم عن الإحباط والخوف من الفشل وتقليل الاضطراب. لذا أقترح على وزارة الرياضة أن تعمل على ابتعاث أشخاص مؤهلين لدراسة تخصص علم النفس الرياضي، وذلك لكي يعملوا في الأندية وإعطاء منسوبيها كل ما يحتاجونه من الجانب النفسي الرياضي، وبالأخير سيعود النفع للمنتخبات والأندية، ونحقق معه البطولات والإنجازات.