البلاد – وكالات
في خطوة اعتبرها مراقبون تخفيفاً للتوتّر بين البلدين، توصلت الإدارة الأمريكية لأول إتفاق مع الحكومة الإيرانية للإفراج عن خمسة سجناء أمريكيين.
ويعتقد خبراء ودبلوماسيون أن الاتفاق قد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للردّ على مخاوف منها ما يتعلق بالنشاط النووي لإيران، غير أن عدداً قليلاً من الأشخاص يتوقعون اتفاقات كبرى وشيكة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024م.
وقال مدير مشروع إيران لدى مجموعة الأزمات الدولية علي فايز: “أعتقد أن كلا الجانبين لهما مصلحة في استخدام هذه الاتفاقية الأولية بوابة للعودة إلى الحوار، ولكن ليس بالضرورة إلى اتفاق”.
وانهارت محادثات برعاية الاتحاد الأوروبي العام الماضي لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015م والذي فرض قيوداً على برنامج إيران مقابل وعود بتخفيف العقوبات، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب انسحب منه. فيما قال مصدر قريب من المفاوضات إن الاتفاق بشأن السجناء منفصل عن الملف النووي، لكنه قال أيضاً إن الدبلوماسية أظهرت فعالية في خفض التوتر مع إيران.
واستأنف مسؤولون أمريكيون وإيرانيون الجهود الدبلوماسية في مايو على شكل اجتماعات غير مباشرة قامت بالترتيب لها سلطنة عُمان، مع محادثات تستطلع إجراءات للحد من البرنامج النووي لإيران بدون العودة كلياً للاتفاق النووي، وفق دبلوماسيين. وقال فايز الذي ساهم في جهود من الخارج لتقريب وجهات النظر لإبرام اتفاق 2015م: “أعتقد أن سياق خفض التصعيد موجود بالفعل”. غير أنه شكك في أن يكون لدى إدارة بايدن الرغبة في التوصل لاتفاق نووي جديد مع اقتراب موعد الانتخابات.
من جهة ثانية، شهدت العاصمة الأمريكية أول اجتماع عراقي أمريكي حول التعاون الأمني المشترك، ما يعد نقطة تحوّل في العلاقات الأمريكية – العراقية.
ويتحدّث البيان المشترك الصادر في نهاية المحادثات بمبنى البنتاغون عن شراكة شاملة بمدار 360 درجة. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية في لقاء مع الصحافيين بعد هذه المحادثات، إن العلاقات الموعودة من الممكن أن تشمل التمارين العسكرية الثنائية والمتعددة الأطراف، تبادل المعلومات وتبادل معلومات الاستخبارات، وطبعاً بيع الأسلحة الأمريكية المنشأ ومساعدة العراقيين على صيانة هذا العتاد ومتابعة استعماله بطريقة سليمة لحماية الحدود وعمليات أخرى.
هذه الطروحات الأمريكية تحمل في طياتها الكثير من التحديات، وأهمها أن تكون القوات العراقية جيشاً يشبه الجيش الأمريكي، فخوض التمارين الثنائية أو المتعددة الأطراف يعني أن عناصر الجيشين ستتحدّث اللغة ذاتها. أما تبادل المعلومات، خصوصاً الاستخبارية، فيعني أن الطرفين سيعملان بعد مرحلة مكافحة الإرهاب على أن يكونا جيشين صديقين، يتبادلان المعلومات السرّية، ويثق كل طرف أن الطرف الآخر لن يسيء استعمالها، ولن تتسرّب هذه المعلومات إلى طرف ثالث.