علاقة شركات الطيران مع أجهزة وإدارات المطارات تأخذ أبعاد اًمتعددة فهي علاقة تكاملية تكافلية تعاونية ويمكن إعتبارها علاقة شراكة بإمتياز.
تقوم المطارات بإنشاء بنية تحتية وخدمية أساسية لشركات الطيران كالمباني ومواقف الطائرات والمدرجات وأبراج المراقبة ومجموعة متشابكة من تقنيات التواصل والإنترنت وصالات ترحيل واستقبال الركاب ومناولة أمتعتهم وإنشاء الأسواق الحرة بالإضافة الى خدمات الشحن اللوجستية من تخزين وتحميل وتفريغ للطائرات، الى جانب توفير مطاعم ومقاهٍ متنوعة ترضي كل الأذواق وبيئة ترفيهية مبتكرة ومبهرة لدرجات السفر المميزة كي يقضي الركاب أوقاتاً ممتعة أثناء تواجدهم في المطار في إنتظار رحلاتهم.
كل تلك الخدمات والتسهيلات والإستثمارات دون وجود عملاء بكل أطيافهم من قبل شركات الطيران سوف لن تجدي، حيث أن شركات الطيران هي الرافد الإقتصادي للمطارات، وبالتالي على إداراتها أن تعمل على إرضاء عملائهم بالدرجة الأولى، وتقدم لهم خدمات راقية وتسهيلات آلية وتكنولوجية تحفز الراكب علي القدوم إلى البلد من خلال مطار بعينه.
ولكن اذا أخفق المطار في تقديم وسائل الراحة والبهجة لعملاء شركات الطيران الذين أيضا هم عملاؤه بالضرورة فيجب على شركات الطيران أن تقوم بسد تلك الفجوة بما يلبي إحتياجات عملائها من خدمات وتسهيلات تقوم هي بتوفيرها، وهنا مربط الفرس بالنسبة لهذا المقال في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الواجهة المشرقة لمدينة جدة ،وذلك بحل مشكلتْي صعود ونزول الركاب عبر الأوتوبيسات والسلالم بدلاً من إستعمال الجسور المتحركة وأيضا حل مشكلة سير الركاب لمسافات طويلة والتي تشكًل معاناة الكثيرين منهم.
إنني أدرك حجم وتبعات الجوانب اللوجستية التي تتطلبها تشغيل البوابات المحايدة أو المتأرجحة الإحتياطية بين الرحلات الداخلية والدولية ، وذلك لأسباب إقتصادية وأمنية وتشغيلية لجميع الأجهزة العاملة في المطار ،وأيضا أعلم حجم الإستثمارات التي تتطلبها حل مشكلة مسافات السير الطويلة التي يقطعها الركاب، ولكن (من أجل عين تكرم مدينة..ولا بد من ركوب الصعاب ).
لذلك ،على جميع الأجهزة والعاملين في المطار، العمل سوياً مع شركات الطيران بإرادة صادقة لحل هذه المشكلة والتي تتسبّب في معاناة لركاب وزوار مدينة جدة عبر المطار، وعلى متن خطوطنا السعودية العملاقة، حيث المنافسة في هذا العصر لا تقبل أنصاف الحلول.