حوار- ياسر خليل
تتسيد حرارة الطقس هذه الأيام في معظم بلدان العالم، وفي هذا السياق، أكد أخصائي أبحاث الغلاف الجوي والمناخ بالمركز الوطني للأرصاد فهد بن بوبكر المدفع في حوار لـ”البلاد”، أن شهور فصل الصيف مناخياً يتمثل في أشهر “يونيو – يوليو – أغسطس ” وهذه تتميز بالارتفاع في درجات الحرارة، سواء كانت العظمى أو الصغرى، مبيناً أن درجات الحرارة المرتفعة تستمر إلى منتصف وأواخر أغسطس، إذ تبدأ بعدها درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي، ويظهر محسوساً في درجة الحرارة الصغرى، كما يتميز هذا الشهر بالزيادة الرطوبة النسبية على المناطق الجبلية والساحلية، وتتراوح بين 80 – 100 % وينتج عنها تكون ظاهرة الضباب خلال فترات الصباح الباكر.
وفيما يلي نص الحوار:
• ما هي أسباب ارتفاع درجات الحرارة في العالم بشكل عام؟
•• يرجع الارتفاع في درجات الحرارة بشكل عام إلى عاملين هما:
أَوَّلاً: العامل العالمي، ويكمن في ظاهرة ما يطلق عليه العلماء بظاهرة “النينو NINO” وهي الاحتباس الحراري الحاصل في الغلاف الجوي، نتيجة ما تم حرقه من البشر لغازات التدفئة، ومن نتائجه ازدياد التبخير الحاصل في المحيطات، وفي البحار المفتوحة مما ينتج عنها الأعاصير والسحب الرعدية شديدة الأمطار.
ثانياً: العامل المحلي، إذ تلعب فيه الرياح دورًا كبيرًا، حيث تصعد إلى المرتفعات، ومن ثم تنزل على المدن الساحلية بزيادة تقريباً 10 درجات مئوية، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الكتلة الهوائية على المرتفعات 35 درجة مئوية تكون هبوطها للمناطق الساحلية 45 درجة مئوية.
• يتميز الصيف بارتفاع درجات الحرارة الشديدة في معظم مناطق المملكة، ما تعليقك؟
•• معروف لدينا أن الصيف من الفصول التي ترتفع فيها درجات الحرارة والرطوبة بشكل كبير جداً، إذ تسجل أرقام ومعدلات عالية، ومناخياً تتميز شهور فصل الصيف “يونيو – يوليو – أغسطس” في المملكة بالارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، سواء كانت العظمى أو الصغرى والكتل الهوائية الحارة، نتيجة تعامد أشعة الشمس على خطوط العرض بين مداري الجدي والسرطان للمناطق المدارية والشبه مدارية، ويتراوح المتوسطات الشهرية لها بين “30 للصغرى و40 للعظمى”، بينما في الحالات الشاذة تصل تقريباً إلى 55 درجة مئوية، كما سجلت في مدينة الأحساء 50 درجة مئوية لشهر يونيو لعام 2023 م.
• متى بدأت ظاهرة التغير المناخي؟
•• بدأ تاريخ الاكتشاف العلمي للتغير المناخي في أوائل القرن التاسع عشر عندما اشتبه لأول مرة بالعصور الجليدية وغيرها من التغيرات في المناخ قديمًا وعندها عرّفت ظاهرة الدفيئة الطبيعية لأول مرة؛ وهي مرحلة تحول البشرية من الإنتاج الزراعي والاعتماد عليه إلى المرحلة الصناعية، وبعد ذلك بدأ العلماء المختصون في البيئة والمناخ بدراسة الظواهر كلهم التي أدت إلى التغيرات المناخية وتأثيرها في صحة وسلامة البشر والبيئة.
• إلى متى تستمر درجات الحرارة المرتفعة؟ ومتى تنخفض في المملكة؟
•• تستمر درجات الحرارة المرتفعة إلى منتصف وأواخر شهر أغسطس، وتبدأ بعدها درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي، ويظهر محسوساً في درجة الحرارة الصغرى، إذ يتميز هذا الشهر بزيادة الرطوبة النسبية على المناطق الجبلية والساحلية، وتتراوح بين 80 – 100 % ينتج عنها تكون ظاهرة الضباب خلال فترات الصباح الباكر، في حين تتشكل السحب الرعدية الممطرة على بعض مناطق المملكة خاصة المرتفعات لمناطق الجنوبية والجنوبية الغربية في منتصف الشهر نتيجة الرياح الجنوبية وارتفاع منطقة تجمع السحب، وكذلك ما يطلق عليه بالمنخفض المعكوس، كما تشير إليه مخرجات المعلومات والبيانات للنماذج المناخية والنمذجة العددية لإدارة البحث والتطوير والابتكار في المركز الوطني للأرصاد.
• ما هي نصائحك لأفراد المجتمع لمواجهة حرارة الصيف؟
•• سؤال مهم جداً، فقد يعتقد البعض أن الصيف مجرد ارتفاع في الحرارة، بينما الأصح أن هناك انعكاسات كبيرة للحرارة على صحة الإنسان وبيئته، لذا فإن هناك بعض النصائح المهمة لأفراد المجتمع أهمها الإكثار من تناول السوائل وعدم انتظار العطش لتجنب الجفاف، تفادي أماكن أشعة الشمس مباشرة والوُجود قدر الإمكان في أماكن الظل، استخدام تكييف السيارة، عدم وضع أي مواد قابلة للاشتعال والتلف في السيارة مثل العطور والقداحات والبخاخات والأدوية وغيرها التي تتلف بالحرارة.
يشار إلى أنه مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.
ويمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية.
في الوقت ذاته، يؤدي التعرّق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما.
ويمكن أن يؤدي هذا، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، إلى الإنهاك الحراري، والذي تشمل أعراضه الدوخة والغثيان والإغماء والارتباك والتشنجات العضلية والصداع والتعرق الشديد والإرهاق.