البلاد ــ جدة
يواصل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، جهوده الحثيثة والممنهجة، لمعالجة مشكلة تزايد أعداد قرود البابون بالمناطق المتضررة في المملكة، ووضع أكثر من 340 لوحة تحذيرية من إطعام تلك القرود، فضلاً عن إجراء الأبحاث لمنع الأضرار التي تحدثها القرود، وفي هذا الصدد، رصدت كاميرات مراقبة تابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، مواطناً يُلقي أطعمة من مركبته لقرود البابون على أحد الطرق السريعة. وأكّد المركز أن إطعام قرود البابون يُعد مخالفة لنظام البيئة ولوائحه التنفيذية، يعرّض فاعله إلى تطبيق العقوبة بحقه، والتي هي عبارة عن غرامة مالية قدرها 500 ريال. وأظهر مقطع فيديو اقتراب المواطن بسيارته من مجموعة من قرود البابون وإلقاء بعض الأطعمة، قبل أن تتجمع قرود البابون للظفر بالطعام.
وفي هذا السياق سبق أن أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، أن برنامج تقييم أضرار تزايد قرود البابون وإيجاد الحلول التي ينفذها المركز يسير وفق خطة تشاركية مع الجهات ذات العلاقة، تدعمها خبرات مختصة من مختلف دول العالم.
وبين المركز أنه قطع شوطاً كبيراً ، في الرصد والتقييم وتحديد البؤر وحصر أسباب المشكلة ووضع خط أساس لمعالجتها، إضافةً إلى تنفيذ عدد من الحلول العاجلة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية.
كما أوضح المركز أنه جرى الانتهاء من المسوحات الميدانية لحصر أعداد ومواقع قرود البابون المستأنس الذي تتولد منه المشاكل، في 504 مواقع، وحصر الحلول المقترحة على مستوى العالم وقياس مدى فاعليتها وتطبيقها في المملكة، إضافةً إلى تركيب لوحات إرشادية وتنفيذ، حملات توعوية على مستوى المملكة وإنشاء تطبيق إلكتروني للبابون.
واستجاب المركز للبلاغات، عبر منصة فطري، وجرى الانتهاء من إعداد خرائط للغطاء النباتي والمائي والحراري للمناطق المتضررة، إضافة إلى فحص الأمراض المشتركة لعينات من قرود البابون، كما تم إبعاد القرود عن مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومعالجة المشاكل الناجمة عنها في هذه المناطق.
ويواصل المركز منذ مطلع هذا العام 2023م تطبيق أفضل الحلول في المناطق المتضررة بناءً على نتائج الدراسة التي نفذها في العام 2022م مع الحرص ألا تكون حُلُولاً مؤقتة، بل جذرية مستدامة تم الوصول إليها من خلال التشخيص الدقيق والمعالجة الشاملة الذي شارك فيه مختصون محليون ودوليون لتعالج المشكلة من جذورها.
ولأن مشكلة تزايد أعداد قرود البابون مشكلة قديمة يبلغ عمرها عقوداً ومتعددة الأبعاد، يؤكد المركز أن معالجتها تتم بشكل مرحلي تتطلب وَقْتاً، وتحتاج تضافر الجهود، ويعد المواطن هو صاحب الدور الأهم في علاجها من خلال إيقاف التغذية البشرية المباشرة وغير المباشرة ذات التأثير الأساسي على سلوك الحيوان وتضخم أعداده، وذلك من خلال الاهتمام بالنظافة العامة والتوقف عن إطعامها في الأحياء السكنية والطرق العامة لوقف جذبها للمناطق المأهولة بالسكان.