حصلت على رخصة القيادة في سنٍ مبكرة من عمري، وما زلت أمارسها وأستمتع بمعطياتها الإيجابية كغيري من المواطنين ولا أعرف -بحمد الله- أن سُجلت مخالفة بحقي في مجالها حتى الآن. والسيارة باتت لازمة من لزوميات الإنسان في حياته، لا يستغني عنها في حله وترحاله، وهي نعمة من نعم الله الجزيلة التي أغدقها على عباده، قال تعالى في محكم تنزيله : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُون) [النحل:8] ويندرج في معنى الآية (ويخلق ما لا تعلمون) وسائل النقل الحديثة من دراجات بأنواعه، وسيارات متعدّدة الأشكال والأحمال والطائرات الجوية والسفن والبواخر وما في حكمها من وسائل أخرى.
وقد وُصِفَ علم القيادة بأوصاف عديدة من أهمها: صفاء الفكر ونقائه وهو يدير سير هذه الوسيلة تجنباً لمخاطر الطريق وتحقيقاً لوسائل السلامة بفنية عالية مدعومة بالصبر الجميل والأخلاق العالية والاحتساب الإلهي لكل ما يواجه الإنسان في مجالها من أحداث ومفاجآت ووقائع.
خاتمة:
وممّا يتنافى ومبدأ هذه المهنة وإيجابياتها في حياة الإنسان مخالفة من يمارسها وعدم التزامه بأهدافها ونظمها وأخلاقياتها المرعيّة والاستهانة بها (سيراً وقيادة).
وممّا يناسب والحديث عن القيادة وأهميتها في حياة الإنسان، أختم بها هذه العُجالة من قبيل الإفادة والنصح، سالفة طريق مررت بها وأنا في طريقي لعملي ذات يوم كدت أذهب ضحيتها لولا لطف الله، نتيجة لتهور قائد إحدى المركبات كان مشغولاً بالجوال ونسي أنه في طريق سريع محفوف بالمفاجآت والمخاطر، ووقفت أنا وإياه عند الإشارة وكان يقف إلى يميني فالتفت إليه عاتباً :(ما هكذا تكون القيادة وأصولها، لقد كدت أذهب أنا وأنت ضحية هذا التصرف) فكان ردّه لي أسوأ من فعله: (روح تعلم القيادة وبعدها يمكن الرد عليك) وبروح أدبية قلت له: شكراً على حسن ردّك ولطف أخلاقك) وواصلت سيري وحمدت الله أن حماني خلفية ذلك الموقف؟
هذا نموذج من نماذج تحدث أثناء السير، إما نتيجة للتهور أو الانشغال بالجوال أو اللامبالاة بتعليمات السير، ورغم الجزاءات والغرامات التي أوجدتها الجهات الأمنية للحدّ من هذه المخالفات إلا أن كثيراً من قائدي المركبات يسيئون لرسالة القيادة وسمو أهدافها النبيلة وتعليماتها المنظمة للسير الآمن والسلامة المرورية.
• أستثني من ذلك قيادة المرأة في بلادنا، فهي وإن كانت حديثة العهد بهذه المهنة ، إلا أنها أثبتت جدارتها قيادةً وسيراً وتعاملاً ووطنيةً.
نبض:
قد يُدرك المتأني بعض حاجته •• وقد يكونُ مع المستعجلِ الزللُ.
وبالله التوفيق.