تتجه أنظار العالم خلال هذه الحقبة الهامة من تاريخنا المجيد نحو مملكتنا الحبيبة من منطلق مركزها القيادي، ومكانتها عربياً وإسلامياً وعالميا وعلى مختلف الأصعدة، وباعتبارها قِبلة للسلام العالمي ، وموقع رئيسي لنبذ الكراهية وبناء جسور تواصل بين جميع شعوب العالم، واحتواء الأزمات التي تنشأ بين الدول، وقدرتها الفائقة على جمع الصف وتوحيد الكلمة من واقع العلاقات المتوازنة بينها وجميع دول العالم والثقة الكبيرة من الجميع في حياديتها وقدرتها على رأب الصدع وإنهاء الحروب، وقد بذلت جهوداً كبيرة في هذا السياق لحل الخلافات والنزاعات تبلّورت في إتفاقات وقمم ومؤتمرات ومشاريع نوعية سعت عبرها إلى جمع الفُرقاء لتوحيد الشعوب وإنهاء الحروب، وتعّزيز قيّم التسامح والتعايش على المستوييْن الإقليمي والدولي، وحققت السعودية الكثير من المتغيرات في المشهد السياسي العالمي باتفاقات وتحالفات وشراكات ، فبناء الأوطان وإعلاء رايتها ومكانتها على الصعيد العالمي وجعلها واحة أمن وأمان واستقرار وسلام، مهمة لا يستطيع القيام بها إلا القادة العظماء الأفذاذ الذين يتميزون بالفكر الثاقب، والقلب النابض، والعقل الراجح بحنكة وحزم قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيده الله ـ، وببراعة وحيوية ورؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ فالمملكة تنصر الحق، وتنشر السلام والعدل، وتعين المحتاجين، وتغيث المنكوبين، وتدافع عن القضايا العادلة في كل المحافل العالمية ومن كافة المنابر العالية، ولها كلمة مسموعة، ومكانة مرموقة بين دول العالم ، وفي هذا السياق وتأكيدا على جدارة المملكة وقدرتها على التوسط لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني، ودورها الريادي لبسط السلام والمحبة على مستوى العالم، طالعتنا صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها يوم السبت الماضي إن السعودية ستستضيف محادثات سلام تتعلق بأوكرانيا خلال الأيام القليلة القادمة بمدينة جدة ، وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأوكرانيين والغربيين يأملون في أن تؤدي هذه المحادثات إلى حشد تأييد دولي واسع لإنهاء هذه الحرب القاسية التي أنهكت الجميع وكان لها آثار سلبية جسيمة على جميع دول العالم دون استثناء وبصفة خاصة على المناحي الإقتصادية وزعزعة الاستقرار العالمي وتشريد الملايين في مناطق النزاع ، كما أحدثت زيادة غير مسبوقة في أسعار الحبوب باعتبارهما أكبر دولتين مصدرتين للحبوب على مستوى العالم ـ ومن المتوقع حضور ممثلين عن عدد كبير من دول العالم هذه المحادثات قد يتعدى الـ (30) دولة مما سيعزّز الأهمية الكبيرة لهذا الحدث والمكانة العظيمة التي بلغتها المملكة عالمياً والتي تستحقها عن جدارة وبشهادة أغلب دول العالم حيث دأبت المملكة دوماً على تقوية دعائم السلام في شتّى بقاع الأرض لتصبح بلا منازع قبلة للسلام العالمي .