البلاد ـ الرياض
تتواصل هيئة التراث حالياً تنظيم فعالية السدو في المنطقة الأثري، بمدينة سكاكا بمنطقة الجوف، مقابل مركز الزوار بسيسرا، والتي تستمر حتى 4 اغسطس 2023م ، وذلك لتسليط الضوء على تراث المملكة ، وتقديم تجربةٍ ثقافية فريدة لسكان منطقة الجوف وزائريها؛ بهدف نشر الوعي بثقافة السدو، والحفاظ على التراث الثقافي الوطني .
وتضم هذه الفعالية أقساماً متعددة، وتشتمل على خيمة الضيافة المتمثّلة في “بيت الشَّعر” الذي تتجلى فيه جميع عناصر السدو ابتداءً من البساط وحتى المساند، وتُقدَّم من خلاله القهوة السعودية من رموز كرم الضيافة لدى المجتمع السعودي، والعروض التقليدية التراثية التي تتميّز بها المملكة بمختلف مناطقها، كما ستُقدَّم عروض الإسقاط الضوئي المستوحاة من نقشات السدو المختلفة، شعار هيئة التراث التي ستستمر على واجهة قلعة زعبل، وبشكلٍ تفاعلي طيلة أيام الفعالية.
وتحتوي الفعالية كذلك على منطقة تصوير تهدف إلى توفير مساحة للذكريات التي تُرسّخ ارتباط الزائر بالمكان، وبهوية الحدث وعناصره، ومعرض الحرفيين الذي سيستضيف مجموعة من حِرفيي السدو المختصين بمنطقة الجوف، وينقسم إلى عدة أقسام من أبرزها الحياكة والصباغة ، ومعرض مراحل السدو الذي يوفّر مساحة تعليمية بطريقةٍ ممتعة لمراحل إعداد السدو بدايةً من الجزّ والفرز والتنظيف -النفش والصباغة والغزل.
كما تضم الفعالية معرض مقتنيات أثرية ستأخذ الزائر في رحلةٍ متكاملة يستكشف من خلالها آثاراً عريقة بطريقةٍ إبداعية وشيّقة، حيث توجد بجانب كل قطعة أثرية قصة أو معلومة مطروحة بشكلٍ يؤثّر على الزائر ويجذبه لقراءتها، وكذلك معرض فنون السدو الذي سيُقدِّم من خلاله الحرفيون عروضاً حيّة للزوّار.
وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود هيئة التراث في إبراز عناصر التراث الثقافي للمملكة، ويُعد السدو -المسجل على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”- من أهم تقاليد شبه الجزيرة العربية، وتمثّل خطوطه الملونة والممتدة على نسق واحد فناً من فنونها العتيقة، وذلك في سياق اهتمام الهيئة بإلقاء الضوء على التراث الثقافي الغني للمملكة عبر إقامة فعالياتٍ ثقافية مميزة، مقدمةً من خلالها رحلةً ثقافية تُعرِّف الزائر بخفايا هذا العنصر الثقافي بقالبٍ إبداعي معاصر.
