البلاد – الرياض
أصدرت دارة الملك عبدالعزيز مؤخرًا كتابًا جديدًا ضمن سلسلة الرسائل الجامعية باسم (نقوش المسند من الجهة الجنوبية لجبل الكوكب بمنطقة نجران). ويأتي ذلك في إطار حرص الدارة على نشر كل ما يُعنى بتاريخ المملكة العربية السعودية وآثارها، وتجلية ما تتضمنه تلك الآثار من معلومات، وإبراز الجوانب الحضارية التي قامت على أرضها. ويبرز الكتاب دور النقوش العربية القديمة؛ إذ تعد دليلًا ماديًّا يشهد على حضارة أصحابها، كما أن للنقوش دورًا مهمًّا في كتابة تاريخ الممالك العربية القديمة التي عاشت في شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى أنها المصدر الرئيس في تصوير أوضاعهم السياسية والاجتماعية والدينية. وتناول دراسةً للنقوش العربية الجنوبية القديمة المدونة على الصخور، وتحديدًا في منطقة شمال شرق منطقة نجران، وجنوب غرب المملكة، التي تعود إلى القرن الأول حتى القرن الخامس الميلادي. وسلّط المؤلف في كتابه الضوء على الظواهر اللغوية التي تكشف عن طور من أطوار اللغة العربية، وفصّل الدراسة إلى ثلاثة فصول، يتناول الأول منها الخلفية الجغرافية والتاريخية لمنطقة نجران وجبل الكوكب، ويتطرق الفصل الثاني لدراسة النقوش وتحليلها بقراءة النقش، ثم عرض الترجمة العربية له، ثم وصف كل نقش متبوعًا بدراسة تحليلية مقارنة، أما الفصل الثالث والأخير فقد تناول المضامين الفكرية والحضارية لهذه النقوش. ويقول مؤلف الكتاب محمد الحازمي: “تضمنت النقوش الموجودة في تلك المنطقة 213 علمًا لأسماء الرجال والقبائل، إلى جانب أسماء أعلام جديدة لم تُعرف من قبل في الكتابات العربية القديمة، وظهرت بعض الألفاظ التي توافق المعنى العربي الفصيح، كما ظهرت منها بعض أسماء مهن لم تكن معروفة من قبل، مما يدل على أن منطقة جبل الكوكب كانت مكان نزول للقوافل التجارية والحملات العسكرية”.
وأشار إلى أن أهمية جبل الكوكب تكمن في موقعه المتميز بين مراكز الحضارات القديمة في جنوب شبه الجزيرة العربية وشرقها ووسطها وشمالها، مؤكدا أن نقوش منطقة الدراسة ذات قيمة أثرية وتاريخية، وإضافة جديدة لمجموعة النقوش العربية القديمة المكتشفة في لغتها ومضمونها بما تحتويه من أسماء وأعلام ومفردات لغوية جديدة، وتتبيّن أهمية هذا الجبل بما به من كتابات كثيرة ومتنوعة من حقب مختلفة، أيضًا لوجود مجموعة كبيرة من الرسوم الصخرية والوسوم”.