البلاد ــ سكاكا
لا يزال “بيت الشعر” أحد معالم الحياة البدائية التي عاشها الآباء والأجداد في الماضي، حاضرًا في ظل وجود النهضة العمرانية، وما يصاحب ذلك من تطوير في التصاميم العصرية والهندسية للفلل السكنية الحديثة.
وضمن اهتمام الأهالي في موروثهم الاجتماعي واعتزازهم ببيت الشعر، واحدًا من العناصر الرئيسة، واستخدامه في المجالس الجانبية داخل هذه المنازل، حيث يوجد بيت الشعر في منطقة الجوف جوار منازل الأهالي ويعد واحدًا من عناصر البناء الرئيسة للمنازل الحديثة والقديمة في آنٍ واحد.
ويروي أحد المهتمين بتطوير “بيوت الشعر” المهندس موسى القاضب، أن بيت الشعر واحد من العناصر التي تزين القصور والفلل السكنية والمنازل ، والذي يشهد في الوقت الحالي تطورًا في صناعته وتركيبه عبر تقنيات حديثة تحتفظ بأصل الموروث وشكله بمكوناته المختلفة من الرواق الخارجي إلى الواجهات الزجاجية، والمجلس الداخلي، وأدوات التزيين بقطع السدو، والأثاث الخشبي الذي يعكس هوية كل منطقة من مناطق المملكة عبر مصنعه الذي يديره وينتج من خلاله بيت الشعر للمساكن والاحتفالات.
وحول اهتمام الأهالي بوجود بيت الشعر ضمن محيط السكن، يضيف القاضب أن طلبات العملاء مستمرة في بناء بيوت الشعر في المنازل طوال العام، وتنشط في مواسم منها الإجازات الصيفية للطلاب والطالبات ومواسم الشتاء، حيث يعد بيت الشعر واحدًا من أماكن الجلوس التي تستخدمها العائلات والأفراد في أوقات متفرقة خلال اليوم الواحد، يحرص فيه العملاء على إضافة مكونات جمالية تعكس الموروث السعودي والضيافة. وفي الوقت ذاته، تدعم أيادي الحرفيات في منطقة الجوف هذه الصناعة عبر قطع السدو التي تنتج بالصوف الطبيعي، حيث تؤكد الحرفية الهنوف الحازمي أن قطع السجاد والسدو المصنوعة يدويًا لا تزال محور اهتمام الأهالي لتزيين المجالس وبيوت الشعر فيها، وتحظى قطع السدو المنتجة عبر الحرفيات بشكل يدوي باهتمام عالٍ نظرًا لكونها مصنوعة من الصوف الطبيعي، وإمكانية تلبية الطلبات للعملاء حول النقوش والرسوم والألوان المستخدمة فيها.