يعاني خريجو الثانوية العامة بنين وبنات في كل عام من الخوف من عدم قبولهم في الجامعات، وهذه المشكلة تجعلهم يعيشون على أعصابهم : هل يقبلون أم لا يقبلون في الجامعات؟
إذاً موضوعنا هذا يتحدث عن أسباب عدم قبول جميع الخريجين في الجامعات.
في الحقيقه لم يكن التوسع في القبول في جامعاتنا خرقاً للنسب العالمية التي تتراوح فيها نسب القبول في الجامعات من خربجي الثانوية العامة بين 45 و65 %، بل هو خرق للخطة المستقبلية للتعليم الجامعي في المملكة المسماة “مشروع آفاق” الصادر بأمر ملكي في 4/6/1432 ويمتد الى عام 1450هـ. فقد نصّ مشروع آفاق على أن تحدد نسبة قبول خريجي الثانوية العامة في الجامعات والكليات التطبيقية ب70 % وأن تكون نسبة 25 % للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، و5 % يرحلون إلى سوق العمل مباشرة.
تعتبر مشكلة عدم القبول وعدم حصول مقعد في الجامعة غاية في حدّ ذاته ، وفي الواقع هو طريق إلى غاية أبعد هي التأهيل العلمي وإكساب المتعلم مهارة متخصصة في أحد التخصصات المطلوبة. فالقبول في الجامعة من حيث هو وسيلة إلى التأهيل والمهارة، يجعل تعثّر قبول بعض الطلاب طبيعياً بل لازماً، لأن التأهيل العلمي وإكتساب المهارة ، يتطلبان وجود معايير وشروط للمتقدمين من حيث المستوى والتكوين، بل تحدّ من قبول الجميع، وإلّا أصبح الحصول على شهادات جامعية شكلياً وليس موضوعياً. وإذا كان التأهيل العلمي وإكساب المهارة ، هو إعداد جيل للمستقبل يكون قادراً على مواجهة تحدّيات المستقبل ومعايشة الواقع.
وهكذا يتضح أن مشكلة القبول في الجامعات، ليست محصورة في حدود القبول، بل مرتبطة بمعايير أكاديمية وفلسفة التعليم الجامعي ومكانته ووظيفته في المجتمع وسوق العمل والثقافة السائدة.
وما لمسناه من حسرة العديد من الطلاب والطالبات وأسرهم على عدم قبولهم، لايعني أن مشكلتهم محصورة في أن شروط القبول ومتطلباته لم تنطبق عليهم ، بل هي مرتبطة بمشكلات أخرى بحيث يغدو الالتحاق بالجامعة لعدد منهم – على الأقل- فرصتهم الوحيدة، ويغدو لعدد أكبر منهم وكأنه غاية في حدّ ذاته.
ولما كانت هذه المعايير هي الحدّ الفاصل للقبول في الجامعات، هناك طلاب وطالبات مولودون في هذا البلد الطاهر نشأوا وترعرعوا وتعلموا في مراحل التعليم العام، وحصلوا على تقديرات عالية في الثانويات والقدرات والتحصيلي، حبذا لو يتم قبولهم في الجامعات ولو برسوم معقولة.
drsalem30267810@