البلاد – جدة
تتسم العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية، واليابان منذ بدايتها في العام 1955م، بالتطور والنمو المطرد والتعاون في مختلف المجالات، وتعد إحدى أهم العلاقات الدولية، التي ترتكز على الصداقة والالتزام بتعزيز الشراكة والمصالح المتبادلة، والتوافق على رؤية مشتركة حيال القضايا الراهنة في المنطقة.
كما تنطلق العلاقة القوية بين الرياض وطوكيو من الفهم المشترك، بأن تعاونهما يمثل أهمية كبيرة؛ من أجل الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، والمجتمع الدولي بصفة عامة.
واستمرارًا لدفع العلاقات قدمًا بما يعود بالنفع على البلدين الصديقين، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – في سبتمبر 2016م، بزيارة لليابان، والتقى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، واتفق الجانبان على تشكيل رؤية مشتركة بين البلدين، تحت مسمى ” الرؤية السعودية اليابانية 2030″، مؤكدين على نقل التعاون إلى مرحلة إستراتيجية في كافة المجالات.
وجاءت الزيارة التاريخية، التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لليابان في شهر مارس 2017م؛ بمثابة الدعم القوي لتطور شكل وطبيعة العمل الإستراتيجي الاقتصادي بين البلدين، وأسفرت عن توقيع عدد كبير من الاتفاقيات.
وفي العام 2019م، شهدت العلاقات منعطفًا مهمًا أثناء زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، لليابان والتي جاءت بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – واستجابةً لدعوة الحكومة اليابانية، حيث شارك سمو ولي العهد خلالها في قمة مجموعة العشرين بمدينة أوساكا.
وأسست الزيارة مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين الصديقين، حيث أشاد رئيس وزراء اليابان – آنذاك – تشينزو آبي، برؤية السعودية 2030، وأبدى حرص حكومة بلاده واستعدادها، من خلال القطاعين العام والخاص، لتقديم المزيد من الجهد والتعاون مع المملكة ، ونتجت عن تلك الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين.
الرؤية المشتركة
تشتمل الرؤية المشتركة “الرؤية السعودية اليابانية 2030” على تسعة قطاعات، هي: الأمن الغذائي والزراعي، والإعلام والترفيه، والعناية الطبية، والبنية التحتية ذات الجودة العالية، والمال والاستثمار، والصناعات التنافسية، والطاقة، وبناء المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والثقافة والرياضة والتعليم، وتشارك في هذه الرؤية 65 جهة حكومية سعودية ويابانية.
وانطلاقًا من رغبة قيادتي البلدين في زيادة التعاون، بما يخدم مصالحهما المشتركة؛ زادت مشاريع الشراكة الإستراتيجية لـ “الرؤية السعودية اليابانية 2030” من 31 مشروعًا إلى 81 مشروعًا خلال السنوات الثلاث من 2017 إلى 2020م.
وعلى الصعيد التجاري، يرتبط البلدان بعلاقات تجارية وثيقة؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في العام 2022م مبلغ 47,489 مليار دولار، مسجلًا فائضًا مقداره 34,052 مليار دولار لصالح المملكة. وتدعم المملكة واليابان استقرار أسواق البترول العالمية، وتعد المملكة أكبر مصدر موثوق للنفط الخام إلى اليابان، ويتعاون البلدان في مجال توليد الكهرباء باستخدام الهيدروجين والأمونيا.
وعلى الصعيد الثقافي، تعمل وزارة الثقافة بالتعاون مع شركة “تيم لاب” اليابانية العالمية، على بناء متحف رقمي؛ يقوم على استخدام التكنولوجيا المتقدمة، ليكون معلمًا سياحيًا جاذبًا ومقصدًا للزوار من داخل المملكة وخارجها. ويبلغ إجمالي عدد الطلاب السعوديين المبتعثين في اليابان 111 طالبًا وطالبة.