البلاد ـ الطائف
يُعد وادي عبال، في مركز بني مالك التابع لمحافظة ميسان جنوب الطائف من الأودية الخلابة، التي تحاكي جهاتها الأربع الطبيعة المتنوعة والثقافة والمغامرات والاستكشاف، وبما يمتاز به الوادي من مناظر بديعة امتزجت بالخضرة والبساتين اليانعة، وجريان المياه الدائم، والشلالات الموسمية المتدفقة في شرايين الجداول، والمنحنيات الصخرية.
ويشق وادي عبال طريقه بين التلال والهضاب البيضاء ناعمة الملمس، ويتميز بمقومات طبيعية سياحية ، يأتي إليه الزوار من جميع أنحاء المحافظة، وخاصةً بعد موسم هطول الأمطار، والمنخفضات الجوية لمشاهدة جريان المياه والاستمتاع بتجربة فريدة وذات طابع رائع في معاينة الحياة البرية بكل مكوناتها من تضاريس، و تكوينات جبلية ذات ألوان خاطفة للأنظار ونباتات برية عطرية ساحرة تتمثل في الضرم والشذاب والحبق وغيرها، والماء الذي يعكس صفاء السماء وذلك من شدة صفائه ونقاوته مما جعل من الوادي محطة جذب للسائحين، لالتقاط الصور ذات الطابع البيئي المميز، والمناظر الخلابة. و تحتضن بني مالك في محافظة ميسان جنوب الطائف العديد من القرى والأماكن الأثرية التي تدل على المكانة التاريخية لهذه المنطقة، حيث تقع جنوب محافظة الطائف على بعد 130 كيلو مترا في أعلى جبال السروات المعروفة بسراة بجيلة والتي ترتفع من 2000 إلى 2500 متر فوق سطح البحر و تشتهر بالأودية مثل وادي عبال وبوا والحضن وعردة وشوقب و وادي نانا وكيد؛ حيث تمتاز هذه الأودية بمناخ سحري بهيج يتصدر به اعتدال وتذبذب الأمطار صيفا، وكثافة غطائها النباتي من أشجار اللوز البجلي والرمان والخوخ والمشمش والعنب والقمح والحماط والبرشومي والبخارى وأنواع متعددة من الخضروات وعسل السدر والسمرة والصيف. يذكر أن وادي عبال يعد وجهة سياحية طبيعية وترفيهية، حيث يجتمع جمال الطبيعة الخضراء، والمياه العذبة، والترفيه عن النفس في مكان واحد لما يحظى به الوادي بالعديد من المميزات التي تبرز أهميته السياحية، إذ يتضمن تضاريس طبيعية مختلفة من البحيرات، وأقواس الصخور، والكهوف التي تزينها الهوابط والصواعد؛ حيث يرى الزائر أهمية وادي عبال باستكشاف تنوع المناظر الطبيعية البكر ومنها الأراضي الخضراء التي تزينها أشجار النخيل والشلالات وجريان المياه، مما يشكل منظرًا جميلًا وذكرى تبقى عالقة في الأذهان.