جدة- ياسر خليل
اعتبر مختصان في علم الاجتماع والنفس أن حرص ضيوف الرحمن على اقتناء الهدايا يعد بمثابة توثيق لرحلة العمر ، حيث يحرصون على شراء الهدايا التي تذكرهم برحلة الحج ومتعة الأيام التي قضوها في بلاد الحرمين.
تقول الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، أن أكثر الحجاج وبعد أداء مناسك الحج يحرصون على التسوق واقتناء الهدايا لأنفسهم أو لأهاليهم أو أقاربهم ، فأن كانت لأنفسهم فهي تعد بمثابة توثيق لرحلة العمر ، فتلك الهدايا حتما تذكرهم بأجمل الأيام التي قضوها في رحاب الأراضي الطاهرة ، وأن كانت تلك الهدايا لأهاليهم وأقاربهم فهي تعبير عن المحبة والألفة وأنهم كانوا مشمولين في دعائهم.
وقالت إن للهدايا التي يجلبها الحاج معه أثرها البالغ على المحيطين به، وتحمل قيمة معنوية كبيرة خاصة, فمتعة التسوق من الأراضي المقدسة له طابعه المميز لأن الحاج يشعر بعد إتمام حجه بفرحة كبيرة تجعله ينسى التعب والإرهاق الذي عاشه طوال أيام أداء النسك.
وأكدت د.هويدا أن أكثر ضيوف الرحمن يحرصون على اقتناء التمور والزمزم والسبح والسجاجيد والبخور والعود والأقمشة والعباءات وغيرها من الهدايا التي تشكل المعاني الرمزية والروحانية لارتباطها بأجمل ذكرى وهي ذكرى الحج.
ويتفق الباحث والأخصائي الاجتماعي طلال محمد الناشري مع الرأى السابق ويقول: يحرص حجاج بيت الله الحرام العائدون إلى مواطنهم بعد نهاية موسم الحج، على شراء الهدايا التذكارية خاصة التاريخية منها كصور الحرمين الشريفين والسبح وتسجيلات أئمة الحرمين فهي تحمل معاني القدسية لأنها من الأرض المباركة مكة المكرمة التي بعث منها الرسول صلى الله عليه وسلم وانطلقت منها رسالة الاسلام الخالدة. وتابع: في موسم الحج يحرص التجار منذ وقت مبكر بتوفير السلع بالكميات التي تغطي احتياجات ضيوف الرحمن ومن مختلف الأنواع من حيث الجودة والصنع على أن تكون الأسعار في متناول الجميع.
وأكد الناشري على أنه باختلاف نوع الهدايا ولمن تهدى فإنها تظل ضمن أجندة الحاج ليعود إلى دياره بعد أن من الله عليه بأداء ركن الحج العظيم وهو يحمل الهديا من أغلى بقاع العالم لأهله وأبنائه وأقاربه وأصدقائه لتضفي إلى شوق لقائه بهم ذكرى لهذه المناسبة وبصيص أمل للمهدى إليهم ممن لمن يقصد البيت العتيق أن يشهد الحج
