البلاد ــ جدة
يمثل اليوم العالمي للسكان الذي يوافق 11 يوليو من كل عام، مناسبة تحتفي بها دول العالم؛ بهدف إذكاء الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان وعلاقتهم بالبيئة والتنمية، وذلك بعد توصية من مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 1989م؛ بالاحتفاء على مستوى العالم بالسكان؛ وخاصة في ظل النمو الآخذ في التزايد لسكان العالم، حيث تعتمد مختلف البلدان على مؤسساتها البحثية في إحصاءات دقيقة للتخطيط الإنمائي.
ويمثل علم السكان “الديموجرافيا” فرعاً من علوم الاجتماع والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان من خلال متابعة العديد من الظواهر والاقتصادية والاجتماعية المتمثلة في حجم وتوزيع السكان والكثافة السكانية ومكونات النمو ” المواليد والوفيات والانتقال المكاني للسكان “، ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل، فيما يبقى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والصناعية أثرها الكبير على النمو السكاني.
وسجلت المملكة وفقاً للنتائج الرئيسة لتعداد السعودية 2022م التي وصلت إليها الهيئة العامة للإحصاء، عدد السكان الذي بلغ 32.175.224 نسمة، وتتميز المملكة بتركيبتها السكانية الشابة، حيث بلغ متوسط عمر السكان 29 عامًا؛ حيث أنجز التعداد بأعلى درجات التنسيق والعمل التكاملي مع الجهات الحكومية المختلفة، مما وفر قاعدة بيانات إحصائية دقيقة تُستخدم أساسًا موثوقًا لرسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية، ودعم صناع القرار في تطوير الخطط التنموية لمختلف القطاعات، وقياس أداء الأجهزة الحكومية، وإجراء المقارنات المحلية والإقليمية والدولية بدقة وشفافية، فضلًا عن تزويد القطاع الخاص والمستثمرين المحليين والدوليين ببيانات دقيقة تدعم بيئة الاستثمار في المملكة، وذلك بما يتوافق مع مستهدفات وتوجهات رؤية المملكة 2030.
وسعت الهيئة إلى مواكبة التحولات الشاملة التي شهدتها المملكة في ظل رؤية المملكة 2030، فمنذ انطلاقها ارتفعت جودة ودقة البيانات بشكل كبير، ومستوى التكامل والتشاركية بين الجهات الحكومية، وتطورت البنية التحتية الرقمية في المملكة، مما مكنها من اتباع أفضل المنهجيات العالمية والاستفادة من أحدث التقنيات في تنفيذ تعداد السعودية 2022 مثل: الأقمار الصناعية وتقنية العد الذاتي، حيث جرى اتباع الأساليب الحديثة لإصدار البيانات الإحصائية، من خلال التعاون مع الجهات الحكومية المختلفة والتكامل والدمج بين بيانات السجلات الإدارية، وبيانات التعداد الإحصائية، للخروج ببيانات دقيقة وموثوقة.
وأصبح من خلال استخدام هذه الأساليب الحديثة، تعداد السعودية 2022 الأكثر شمولية والأعلى دقةً في تاريخ المملكة، حيث تجاوزت دقة النتائج 95 %، وأصبحت المنهجية التي اتُّبعت في تنفيذه من أفضل الممارسات العالمية، وذلك بشهادة عدد كبير من الخبراء الدوليين، ومن أجل ضمان جودة بيانات التعداد, خُصص فريق متكامل للمراجعة والتدقيق، واستخدام تقنيات رصد الأخطاء وتصحيح البيانات بشكل آلي، وإجراء أكثر من مليون مكالمة هاتفية والقيام بنحو 900 ألف زيارة ميدانية إضافية للتأكد من جودة ودقة البيانات، إضافة إلى استخدام أساليب متقدمة في تحليل البيانات والإحصاء، شملت المقارنات بين خمسة مصادر مختلفة للبيانات، كما روجعت البيانات من خلال أكثر من 200 مؤشر لتأكيد دقتها.
واتبعت الهيئة أعلى معايير أمن وسلامة المعلومات والبيانات، لضمان سريتها وحمايتها بالمواءمة والتنسيق مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والتزام الهيئة العامة للإحصاء بأعلى مستويات الخصوصيّة والسرِّية تجاه بيانات سكان المملكة؛ وبخاصة أن هذا العهد شهد تحولات سريعة فيما يتعلق بالتطورات التقنية، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، والأنماط المعيشية والاستهلاكية، وكان لهذا كله العديد من التأثيرات المهمة التي ظهرت بياناتها في تعداد السعودية 2022.
يذكر أن الهيئة العامة للإحصاء هي المرجع الإحصائي الرسمي الوحيد للبيانات والمعلومات الإحصائية في المملكة، وتقوم بتنفيذ جميع الأعمال الإحصائية، إضافةً إلى الإشراف الفني على القطاع الإحصائي الذي يضم منظومةً متعددةً مِنْ المراكز والوحدات الإحصائية المُقرَرة ضِمْنَ الهياكل الإدارية للأجهزة الحكومية وعدد من مؤسسات القطاع الخاص.