نيو دلهي : البلاد
تقع سلسلة من حدائق السياحة البيئية تابع لقسم غابات كامراي في منطقة كوبوارا بولايتي جامو و كشمير وهي ظهرت كنموذج التنمية المستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة حيث تم تطوير هذه الحدائق بواسطة إدارة الغابات بموجب مشاريع رؤية برنامج الهند الخضراء ( Green India Mission and CAMPA ) وهذه الحدائق تجذب تدفقات كبيرة من الزوار والسياح من حول العالم .
ومن أهم المنتزهات هي كل من حديقة ناغريواري للسياحة البيئية في منطقة هاتمولا (Hatmulla ) و حديقة قيروان للسياحة البيئية في منطقة ديفر (Dever ) حيث قال تقرير صادر عن إدارة الغابات في كشمير ” أن هذه الوجهات اصبحت بسرعة الخيار المفضل للسياحة البيئية واستكشاف التنوع البيولوجي في المنطقة”. كما يلاحظ أنه مع اقتراب موسم السياحة الصيفية في منطقة كوبوارا، تشهد هذه المنتزهات البيئية البارزة حركات ونشاطات اكثر من قبل سياح و مرتادي الحدائق .
كما يتوافد الآلاف من السكان المحليين والعائلات والطلاب وعشاق البيئة إلى هذه الحدائق بشكل يومي بحثاً عن راحة البال في الخضرة المكثفة والأجواء الباردة التي تورفها سفوح غابة كامراج حيث تقدر السلطات في إدارة الغابات أن متوسط عدد الزوار المحليين الذين يستكشفون هذه الحدائق البيئية يبلغ عددهم أكثر من 50 الف زائر شهرياً مما يخلق نظاماً بيئياً مزدهراً لأكثر من 110 عائلة ريفية تعيش في المنطقة المحيطة.
ومن المعلوم، أن حديقة ناغريواري للسياحة البيئية وهي تمتد على مساحة سبعة هكتارات تتميز بأشجار صنوبرية ذات مناظر طبيعية خلابة ونباتات طبية ونباتات الزينة والشجيرات المحلية فيما توفر الحديقة ملاذاً مثالياً لمحبي الطبيعة وعشاق المغامرة على حد سواء كأنما هي مجهزة بفصول دراسية مفتوحة ولافتات تعليمية حيث يمكن للزوار الإستمتاع بالمشي في حضانة الطبيعة وسط الغابات ومراقبة الطيور والتصوير الفوتوغرافي والإنغماس في جمال وصفاء الحديقة .
يذكر أن الحديقة التي تم انشائها في إطار مشروع ” الهند الخضراء” ( Green India) ، تشهد متوسط إقبال حوالي 15000 زائر في الشهر مما يوفر فرصاً مباشرة لكسب العيش لعدد 65 عائلة بينما حديقة قيروان البيئية التي تضم 18 هكتاراً من الغابات الكثيفة في منطقة أندربوغ لولاب هي ملاذاً لأولئك الذين يبحثون عن مناظر طبيعية خلابة ومروج خضراء غنا.
كما تتوفر في الحديقة ميزات عديدة بما في ذلك معسكرات المغامرة ، ركوب الأسلاك الجبلية وتسلق الجدران في حين تسمح جولات المشي في الطبيعة بمصاحبة المرشيد و مشاهدة الطيور والتصوير الفتوتوغرافي بالإضافة إلى ذلك أن حديقة القيروان البيئية التي أنشئت في اطار برنامج (CAMPA ) تجذب حوالي 10000 زائر شهرياً خلال فصل الصيف وفي الوقت نفسه أنها توفر سبل عيش كريمة لـ 20 عائلة .
بينما تعتبر حديقة ساباران البيئية Satbaran التي تقع بالقرب من كهوف ساتباران الشهيرة مركزاً سياحياً الذي يجذب جو الحديقة الساحر وجاذبية الكهوف المجاورة تدفقاً مستمراً من الزوار مع وجود متوسط حوالي 12000 زائر شهرياً كما توفر حديقة ساتباران البيئية موقعاً مثالياً لأنشطة المغامرة وزيارات مواقع سياحية والمعسكرات الخ.
بالإضافة إلى ذلك هناك انشطة مثل تسلق الصخور والمشي في الطبيعة ومشاهدة الطيور والتصوير الفوتورغرافي هي فقط بعض الأنشطة الصديقة للبيئة التي يمكن للسياح المشاركة فيها وتقدم هذه الحديقة التي تم انشائها في اطار برنامج ( CAMPA ) فرصاً للعيش لعدد 25 عائلة وأنشطة إدارة الغابات لا تنحصر على ذلك فقط بل اكثر من ذلك . كما تم انشاء ايضاً شبكة من مسارات المشي “التريكنغ” بما في ذلك مسارات عافان آمري ، ديفر، كليان تريموكان من اجل استكشاف المعالم الطبيعية النائية وآثار القديمة.
ومن خلال فتح هذه المسارات، تأمل السلطات في جذب السياح المحليين والدوليين وكذلك الباحثين من جميع أنحاء العالم في المستقبل وفي هذا السياق، سلط السيد/ اسلم موغال ، مسؤول الغابات في منطقة كامراج الضوء على الدور الحاسم للسياحة البيئية في الحفاظ على البيئة المحلية وتعزيز التنمية المستدامة للغابات مؤكداً أن السياحة البيئية لا تساهم فقط في زيادة الوعي ولكنها توفر ايضاً ايضاً حوافز اقتصادية واجتماعية وثقافية للسكان المحليين مع الحفاظ على نهج صديق للبيئة .
كما اضاف المسؤول قائلاً ” لقد شهدنا النجاح الكبير الذي حققته حدائق السياحة البيئية ومبادرات البنية التحتية الأخرى ونتيجة ذلك ، نحن نخطط لتطوير خمسة حدائق بيئية أخرى بما في ذلك شاديبورا ، شوك ناتنوسا ، لالبورا، سوغام وهيمال وارناو في إطار مهمة الهند الخضراء ( Green India) وبرنامج CAMPA في السنة المالية الحالية 2023-2024م ومن خلال التزامها بالحفاظ على البيئة وتوفير سبل العيش المستدامة و استخدام تجارب السياحة البيئية المكتسبة، يعرض قسم غابات كامراج التعايش المتناغم بين الطبيعة والبشرية ” على حد قوله .
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحدائق البيئية لا توفر ملاذاً للزوار الباحثين عن الهدوء والجمال الطبيعي فحسب بل تعمل ايضاً كمحفز للنمو الإقتصادي المحلي وتمكين المجمتع علماً انه مع تزايد عدد الأشخاص الذين يرغبون بالمغامرة البيئية ، سيكون قسم غابات كامراج على استعداد تام لأن تصبح نموذجاً لمبادرات السياحة البيئية في جميع أنحاء البلاد.