من المصطلحات الإعلامية التي تعتمد حديثاً على تصور ذهني صائباً أو خطأ تصوراً حقيقياً لحالة ما ليكون لها ردّ فعل أو استجابة بقدر التغذية الإسترجاعية التي يعيد إرسالها المستقبل فتتماثل العلاقة بينه وبين المرسل وبذلك تكتمل الرسالة الإعلامية بأغلب جوانبها ويبقى التأثير سيد الموقف. والأحداث التي تعرضها وتنشرها وتذيعها القنوات الإعلامية قد لا تكون مبنية على حقائق مائة بالمائة ولكنها تساير التوجهات المراد ترسيخها في ذهن المتلقي المستهدف لكي يقتنع بالصورة الذهنية المراد إقناعه بها، ومثال ذلك حادثة المفاعل تشيرنوبل وما أفرزته من أضرار في الغذاء والدواء معا وخاصة الدواء المصنع من النبات، ناهيك عن تلوث الهواء بذرات الغازات السامة المنبعثة من مفاعل تشيرنوبل ، وهذا ينطبق أيضا على المفاعل العراقي النووي الذي دمرته اسرائيل في أوائل السبعينات من القرن الماضي ، ولو أن العراق دمرت مفاعل ديمونة الإسرائيلي لانتشر الغبار النووي – أيضا – كرد فعل وكقناعة من المصدر بالرد على ما قامت به إسرائيل.
إن دور الإعلام المسؤول هنا هو أن لا يمجد أي العملين وإنما عليه عرض الحقائق مجردة للتوعية البيئية بما حدث ولاتخاذ التدابير للوقاية ، ومن هذا القبيل استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والتوعية بخطورتها على النبات والحيوان والماء والحيوان وهذه كلها هي مصادر الطاقة المتجددة والموارد البيئية المتجددة أيضا. وبعد ذلك هل تكون المسؤولية الاجتماعية غاية وهدف الإعلام الرسمي والمستقل معا أم أنه – الرسمي – سيخدم المصالح العليا لكل دولة تابع لها فيستغل الأزمات والأحداث لعرض الحقائق من وجهة نظره ، سعيا وراء الإقناع أولا وقبل كل شيء ، لاسيما إذا كان الإقناع منبعثا من عقيدة دينية أو قومية أو مبادئ الحق والعدل والسلام بمقاييس المنطق ، لاكما تفعله قوى الغرب في التدفق المعلوماتي من طرف واحد هو الغرب – بمعنى آخر – الهيمنة الإعلامية التي لا تهتم بالإقناع كأداة تفسيرية وإنما لبسط نفوذ الفكرة الذهنية كما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية بين الحين الآخر بالتلويح بقرار ترامب اعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ، ولو أجري استفتاء عالمي لوجدنا رفضا عربيا واسلاميا ودوليا لفكرة ترامب التي تخدم مصلحته في إعادة انتخابه، فمتي يفيق ترامب ومن يناصره على الحقيقة الدينية الإسلامية أن القدس عاصمة فلسطين؟!
