في الأيام القادمة سيكون العالم أجمع على موعده السنوي مع شعيرة الحج، سيصوم البعض الأيام الأولى تطوعًا مودعين أحد الأقارب الذي سيؤدي فريضة الحج فيما يبدأوا بالبحث عن أضحلّية تكون طعامًا ليوم العيد ومشاركة الجيران وبعضها للصدقة.
ستبدأ شاشات التلفاز بنقل الحدث ويتحلق كبار السن والعائلة حولها يدعون بتسهيل أيامه للحجاج فيما يحكون عن ذكرياتهم معه للصغار.
ولو نظرنا في التاريخ والكتب ، فإن الحج موجود في جميع الأديان السماوية كذلك التي نزلت على الأنبياء والرسل، -أحببت ذكرها والكتابة عنها كوني أحب النبش عن المعلومة-فأصح الحج ما كان في الدين الاسلامي من إبراهيم -عليه السلام- الذي كان أول من حج إلى بيت الله الحرام، وصار فريضة دينية للمسلمين في السنة التاسعة للهجرة، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.
حيث يبدأ الحج في اليوم الثامن “التروية” وينتهي ثالث أيام التشريق”الثالث عشر” فيه يوم عرفة وهو أهم أيام الحج وسمي بذلك لأن جبل عرفة المكان الذي تعارف فيه والد البشر “آدم” وزوجة “حواء” عليهما السلام فيه بعد أن هبطا من الجنة. وبصيام عرفة ،يكفّر الله به السنة التي قبله والسنة التي بعده.
وفي الديانة اليهودية يكون الحج ثلاث مرات في العام في ثلاث أعياد- عيد المظال، وعيد الأسابيع، وعيد الفصح- ويقتصر الحج على الرجال فقط دون النساء وكبار السن والأطفال، ويكون الحج إلى بيت المقدس عند حائط المبكى “البراق” الذي بحسب اعتقادهم أنه الباقي من هيكل سليمان -عليه السلام-.
وأما احتفالهم بعيد الفصح فيعتبر في الديانة اليهودية نجاتهم من فرعون مع نبي الله موسى عليه السلام ولذلك يقوم اليهود بالحج في هذااليوم تخليدًا لذكرى النجاة.
أما في الديانة المسيحية، فإن مسيحيو الشرق يحجون إلى كنسية القيامة في “موعد عيد القيامة” الواقعة في بيت المقدس التي بُنيت في المكان الذي يعتقدون أن عيسى -عليه السلام- دُفن فيها بعد الصلب، كي يروا الضوء الذي ينبعث من القبر، وأما مسيحيو الغرب فيكون حجهم إلى الفاتيكان في روما لزيارة كاتدرائية القديس بطرس.
لكني وأنا أكتب هذا المقال يكاد رأسي يبلغ عنان السماء كوني من وطن اختصه الله بخدمة حجاج بيت الله الحرام في كل عام،فمنذ أيام بدأت المطارات والموانئ والمنافذ البرية بالترحيب بضيوف الرحمن بالحب والورد وأهازيج الفرح، فيما يقف جنود الوطن بكافة قطاعتهم على قدم وساق من جميع المناطق للمشاركة في تقديم كل الخدمات لهم، هؤلاء الابطال الذين نتشارك عنهم كل عام الحكايات والصور ومقاطع الفيديو التي تصلنا عنهم، مبتسمين رغم التعب، حاملين على أكتافهم حمايةً وتسهيلاً لكل ما يتعسر على الحجاج، يصلنا كل ذلك ونحن في منازلنا آمنين في وطن لا يعرف الهزيمة مطلقًا في مواجهة أي شيء.
@i1_nuha