البلاد – جدة
تشهد العلاقات السعودية الفرنسية تطورًا ونموًا في شتّى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية، وتتوافق رؤاهما حيال الكثير من القضايا المشتركة.
وتعكس زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للجمهورية الفرنسية، ومشاركته –يحفظه الله- في القمة الفرنسية للتحالف المالي والعالم الجديد، الدور القيادي للمملكة ومكانتها وتأثيرها العالمي، وحرصها على التعاون مع فرنسا في التصدي للتحديات المشتركة لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
تكتسب علاقة الرياض وباريس أهمية خاصة ، وتهدف سياسة البلدين الصديقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ، حفظهما الله، وفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، إلى الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص.
تنسيق مشترك
تشترك المملكة و الجمهورية الفرنسية، في مواقفها وتوجهاتها حيال العديد من الملفات الإقليمية والدولية ومنها الملف اللبناني والملف السوداني، حيث أشادت الحكومة الفرنسية، بموقف المملكة وجهودها لإيجاد حل سياسي للأزمة السودانية إضافة إلى ما تقدمه من دعم إغاثي وإنساني للمتضررين من الأزمة ، كما تتعاون المملكة مع فرنسا في جهود محاربة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره ودوافعه، ويعكس ذلك مساهمة المملكة بتقديم 100 مليون دولار في إطار (تحالف الساحل) للتصدي للإرهاب.
دعم وتعاون
شهدت العلاقات الثقافية التاريخية بين البلدين على مدى العقود الستة الماضية تعاوناً مستمراً في مختلف المجالات، ومنها تطوير المتاحف، والصناعة السينمائية، والتراث، وتعاون للتطوير المستدام لمنطقة العُلا.
وتقدر المملكة تأييد فرنسا لترشح مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي إكسبو 2030، ويعكس هذا الدعم تنامي وتطور العلاقات والتعاون بين البلدين على جميع المستويات وفي مختلف المجالات ، حيث تهدف المملكة إلى استضافة معرض إكسبو الدولي في الرياض تحت شعار “عصر التغيير: معًا من أجل غدٍ بعيد النظر”.
كما تتوافق أهداف القمة الفرنسية للتحالف المالي والعالم الجديد، مع جهود المملكة في مواجهة ظاهرة التغير المناخي من خلال مبادراتها المتنوعة وفي مقدمتها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء، وتبنيها للاقتصاد الدائري للكربون.
اقتصاد وأبحاث
يتطلع البلدان إلى تعزيز الاستفادة من الفرص التي تتيحها رؤية المملكة 2030، والخطة الاقتصادية لفرنسا 2030، لتطوير وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين في مجالات الاستثمار المتبادل والمشترك، والصناعة، والطاقة، والثقافة والتراث، والسياحة، والتعليم، والتقنية، والفضاء، والدفاع والأمن، وغيرها من المجالات. وبلغ حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى جمهورية فرنسا 1.3 مليار ريال خلال عام 2022م، فيما وصل حجم الواردات إلى 14.7 مليار ريال. ووسع البلدان نطاق التعاون في مجالات البحوث العلمية والتطوير والابتكار، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب السعوديين المبتعثين حالياً في الجمهورية الفرنسية 996 طالباً، فيما يبلغ عدد الطلاب الفرنسيين الدارسين في المملكة حالياً 259 طالباً.