جدة : البلاد
ناقشت ديوانية الراجحي الثقافية هذا الأسبوع موضوع “الصبر طريق الفلاح ” مستلهمه قول الله عز وجل ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾
واستهل النقاش بمواضيع متعددة أكدت على أن المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، ما يؤكد أنه بالفعل الصبر ضياء.
كما ناقش الحضور أهميه الصبر في حياة المؤمن مستشهدين بما ورد في القرآن الكريم عن عدد الآيات (١٠٣) آية في (٤٥) سورة. وهذا يدل على أن الصبر خلق وصفة أساسية في حياة المؤمن يُعرف به حقيقة الإيمان وحسن اليقين كما يدل أيضا على أن الصبر نقيض الجزع .
وهنا أكد القرآن الكريم على ذلك حين قال الحق سبحانه وتعالى ”سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَصَبَرْنَا أَمْ جَزِعْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ”. وهنا يمكن استخلاص حقيقة أن الصبر هو منع وحبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن التشويش . مما يعطي ثبات للقلب عند موارد الاضطراب وحصول المشكلات التي تقع في طريق الإنسان وتمنعه من تحقيق أهدافه .
وتطرق الحوار إلى حقيقة أن كثير من الناس تجزع وتتألم وتكثر من الشكوى وتعجز عن مواجهة المشكلات بعقلانية وحكمة. واتفق المناقشون على أن كل ما يقع في حياة الإنسان من المصائب والنكبات والحوادث هي من سوء التخطيط و التقدير والعجلة في التنفيذ.
وشددت المداخلات على أن أكثر أخلاق الإيمان تعانق بل وتقترن بالصبر: فمثلا العفو، صبر على حق الإنتقام، والجود صبر على شح النفس، والحِلْم صبر على شيطان الغضب،والعمل والإجتهاد صبر على راحة النفس وخمولها ومن هنا نرى أن “كل مقامات الدين مرتبطة بخلق الصبر،وهذا يدعونا إلى إبراز أقسام الصبر الثلاثة وهى:
صبر على طاعة الله.
وصبر عن محارم الله.
وصبر على أقدار الله التي يجريها إما مما لا كسب للعباد فيه، وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد من الإيذاء والاعتداء.
وخلص النقاش إلى أن من يصبر، يستحق أن يصل إلى المجد،فالفرج لا يأتي إلى بعد الضيق، واليسر لا يأتي إلا بعد العسر، فالصبر فضيلة ، ودليل ذلك أن كل العقد يستطيع الله حلها بكن فيكون، ولكنه يريد أن يرى عبده راضياً صبورآ.
وفي الختام إبتهل الجميع لله عز وجل ان يجعلنا من الصابرين المحتسبين الشاكرين والراضين لقضاء الله وقدره.