البلاد – وكالات
بينما دخلت الحرب يومها الـ50 وانهيار المحادثات، عادت أصوات القصف المدفعي والجوي للخرطوم، مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، الذي استقدم بدوره تعزيزات إلى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع.
وأطلق الجيش قذائف المدفعية بكثافة من سلاح المهندسين بأم درمان في عدة اتجاهات، بينما أكد شهود سماع أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون في ضاحية أم درمان، كما شهدت منطقة اللاماب غرب الخرطوم معارك عنيفة بين الطرفين المتحاربين، استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. في حين تشهد العاصمة بمدنها الثلاث ومناطق أخرى في السودان، معارك عنيفة منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف (حميدتي).
ويبدو تمهيداً لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش استقدام تعزيزات للمشاركة في عمليات منطقة الخرطوم المركزية. ويشير مراقبون إلى أن الجيش يعتزم شن هجوم واسع قريباً ضد قوات الدعم السريع، ولهذا انسحب من مفاوضات جدة. وأودت المعارك بأكثر من 1800 شخص، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1.2 مليون آخرين نزحوا داخلياً، ولجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج.
وتوصل الجانبان إلى اتفاقات تهدئة عدة، كان آخرها خلال محادثات في مدينة جدة بوساطة سعودية – أمريكية، لكنها سرعان ما تنهار في كل مرة، وتتجدّد الإشتباكات خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور غربي البلاد.
وبعيداً عن أم ردمان، رفع الجيش السوداني من وتيرة القصف المدفعي خلال الأيام الماضية أثناء استهدافه لمواقع تمركز قوات الدعم السريع. فيما نددت العديد من وكالات الإغاثة العاملة في السودان بالصعوبات التي تواجهها من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين. واشتكت منظمة أطباء بلا حدود تعرُّض مستودعاتها للنهب، فضلاً عن الإستيلاء على الكثير من الشاحنات التي تنقل المساعدات. وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 162 شاحنة على الأقل تابعة لمنظمات الإغاثة تعرضت للسرقة، كما صرح أن نحو 120 مكتباً ومستودعاً تابعاً أيضاً لمنظمات إغاثية تعرضوا لعمليات النهب.
من جهته، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شبه الجزيرة العربية، دانيال بنعيم، إن الولايات المتحدة والسعودية على استعداد لاستئناف المباحثات السودانية المعلقة بمجرد أن توضح الأطراف فعليا جديتها في الإمتثال لوقف إطلاق النار. وأكد أن التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والسعودية ما زال قوياً، وأن العلاقة الأمنية بين البلدين ركيزة للدفاع والأمن الإقليميين، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تواصل التعاون مع السعودية لإنجاز عدة قضايا، خاصة إنهاء الحرب في اليمن.
في وقت ندّد مجلس الأمن الدولي، بنهب المساعدات الإنسانية والهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في السودان. ودعا في بيان نقلته بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة لوقف الأعمال العدائية والإتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية سياسية تفضي إلى الديمقراطية في السودان.