الصبر مفتاح الفرج.. مقولة تاريخية تستخدم في جميع مجالات الحياة، حيث ارتبطت بالعمل والمثابرة، فالصبر على الأذى والفشل والصدمات ومعاودة الكَرّة مرات متعددة حتى الوصول للهدف هو التطبيق الحقيقي للمقولة، فمانشستر يونايتد في بداية مرحلة السير أليكس فيرجسون صبر لسنوات عديدة قبل تحقيق أول بطولة، حيث استغرب الكثيرون كيف صبرت إدارة اليونايتد على فيرجسون، ولكن ذلك الصبر كان بداية لعصر ذهبي للنادي.
نادي الاتحاد بطل دوري روشن السعودي مرَّ بسنوات في غاية الصعوبة، وصل معها إلى مرحلة تفادي الهبوط، ومن ثم وصول إدارة شابة وجديدة، وجدت تركة معقدة على الصعيد الفني والمادي، وُضعت معه في موقف لا تحسد عليه، وصل به التعقيد إلى إيقاف التسجيل، حتى وصلت إلى توليفة فنية، كان نواتها رومارينهو وجروهي، ومن ثم أضيف لها حجازي و كورنادو، وكادوا معها أن يصلوا للهدف في الموسم الماضي مع كونترا، حتى أتى المدرب البرتغالي العبقري نونو أسبيرتو سانتو.
نونو سانتو قام بقراءة تفصيلية، أو بمعنى آخر، قام بتشريح دقيق للموارد المتوفرة لديه في ظل مشكلة المنع من التسجيل؛ حتى تمكن من فرض شخصيته وتكوين الخلطة اللازمة لتحقيق اللقب في عدة طرق للعب اتسمت بالواقعية والدهاء والدقة، ربما بطريقة لم تعجب المشجعين في بادئ الأمر، ولكن بثبات وقوة دفاعية وهجومية، أنهي الدوري بطلاً كأقوى خط دفاع، وثاني أقوى خط هجوم- حتى كتابة هذا المقال- كل ذلك كان بدعم من إدارة شابة نضجت عامًا بعد عام، وازداد معها مستوى الصبر والحكمة.
إن الوصول للقمة أمر صعب يحتاج الكثير من الصبر والمثابرة، والتعلم من الأخطاء ومع الوصول للقمة تدخل مرحلة جديدة يقال إنها الأصعب، وهي المحافظة عليها، والاتحاد كناد، وإدارة- سواء استمرت الإدارة الحالية، أو أتت إدارة جديدة- أمام مرحلة جديدة وصعبة، تزداد معها طموحات الجماهير، فأعانهم الله على مسؤولية هذا الكيان العريق.
بُعد آخر..
حقيقة لا يمكن إنكارها.. رومارينهو، وجروهي لاعبان حفرا اسميهما في قاعة الأساطير لنادي الاتحاد بجانب أحمد جميل ومحمد الخليوي (رحمه الله) ومحمد نو، وأحمد بهجا، وغيرهم، وقبل ذلك في قلوب جماهير النادي أيضًا.