الرياض : البلاد
تشارك الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” دول العالم الاحتفاء الدولي باليوم العالمي للإبداع والابتكار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 21 أبريل من كل عام من أجل زيادة الوعي بدور الإبداع والابتكار في حل المشكلات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة، وذلك إيمانًا منها بأهمية الإبداع والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة.
ومنذ إنشاء سدايا عام 2019م وهي تعمل على توفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي بما يضمن الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الاصطناعي مع تحفيز نمو قطاعات البيانات والذكاء الاصطناعي وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه، والأخذ بعين الاعتبار الالتزام بالأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في المملكة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -حفظه الله- في 30 يونيو 2022م للعقدين المُقبلين المستندة إلى: صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المُستقبل، والتي يدخل فيها مجال الذكاء الاصطناعي.
ومن هذا المنطلق عملت سدايا على عدد من المشروعات والمبادرات التي تدعم الابتكار والإبداع في المملكة سواءً على مستوى القطاعات أو على مستوى الفرد الذي ركزت فيه على تنمية رأس المال البشري إيمانًا منها بأهمية تدريبهم وتطويرهم خاصة الأجيال الناشئة لجعلهم شركاء حقيقيين في بناء الاقتصاد المعرفي للمملكة ورفع مستوى مهاراتهم وتفكيرهم العلمي بما يواكب التطور المعرفي والتقني الهائل في مجالات الابتكارات الجديدة التي بدأت تدخل في سوق العمل وتتطلب معرفة وإتقان لمجالات علمية حديثة مثل: البيانات والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة التي تعد من أبرز ملامح الثورة الصناعية الرابعة.
ومن هذه الجهود تنظيم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تجمع كبرى شركات التقنية في العالم مع المبتكرين والمبدعين من 100 دولة في العالم تحت سقف واحد، حيث نجحت في تنظيم النسختين الأولى والثانية، فيما تستعد لإطلاق النسخة الثالثة لتعزيز هذا الدور المعرفي الكبير الذي يعد منصة علمية لقادة الفكر المعرفي والمبتكرين من العالم لتقديم حلول الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي.
واهتمت سدايا ببناء النشء وتحفيزهم على الانغماس في مجالات المعرفة وتنمية حس الابتكار لديهم لذلك نظمت (آرتاثون الذكاء الاصطناعي) وهو عبارة عن مسابقة فنية تجمع الفنانين وخبراء الذكاء الاصطناعي لإنتاج أعمال فنية مبتكرة قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما نظمت في ذلك السياق (تحدي سمارتاثون) وهو تحدٍ قائم على إيجاد الحلول المبتكرة بهدف الكشف عن تحسين المشهد البصري في مدن المملكة، كما نفذت برنامج (الأولمبياد الوطني للذكاء الاصطناعي) وهو برنامج تأهيل الطلاب لتمثيل المملكة في المسابقات الإقليمية والدولية المختصة في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي، ومشروع (مشروع مبرمجي ذكاء المستقبل) وهو برنامج تدريبي لطلاب ومعلمي المرحلتين المتوسطة والثانوية في جميع مناطق المملكة من خلال منصة تفاعلية ممتعة تعتمد التدريب على مبادئ وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ولم تكتفِ سدايا بذلك بل عملت على دعم العملية البحثية وزيادة براءات الاختراع في مجالات الذكاء الاصطناعي في المملكة والعمل في هذا الإطار على دعم المؤسسات التعليمية في المملكة بغية تطوير القدرات الرقمية لدى الطلاب والطالبات الجامعيين، والنهوض بالكفاءات الوطنية في هذا المجال الحيوي، ونشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وفي ذلك الإطار أسست بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مركزًا للتميز في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وكذلك مركز الأبحاث المشترك للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للإسهام في بناء جيل سعودي قادر على التعامل مع هذه التقنيات بكل احترافية ودعم نمو الابتكارات في هذا الحقل المعرفي الحديث كونها المرجع الوطني في كل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة من تنظيم وتطوير وتعامل.
وتكفلت سدايا بديمومة العمل المعرفي من خلال إنشاء أكاديمية سدايا التي تعمل على دعم وتطوير الجانب العلمي والابتكاري للكفاءات الوطنية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي عبر العديد من البرامج والأنشطة المتنوعة.
وكان للقطاعات الناشئة نصيب من الاهتمام لسدايا حيث نظمت (تحدي نيوم) وهو عبارة عن تحدٍ يستهدف رواد الأعمال والشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، المحلية والدولية؛ لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات نيوم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي مجال تعزيز الحلول المبتكرة المبنية على الذكاء الاصطناعي أنشأت سدايا مع وزارة الصحة مركز التميّز للذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تطوير الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، والمساعدة في بناء أساسيات ومعايير البيانات الصحية وقدرات الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت مع وزارة البيئة والمياه والزارعة أول مركز متخصص في المملكة والشرق الأوسط لحلول وتطبيقات الاستدامة بمسمى “مركز الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة”، وبرنامج “الكوكب الذكي” لإيجاد حلول مبتكرة للمساعدة في الاستفادة من إمكانات الموارد غير المستغلة واستدامتها عبر تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وخرجت هذه الشراكات بتجارب علمية ناجحة مثل: الكشف عن سرطان الثدي، وهي تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة بالتعاون مع وزارة الصحة للكشف عن حالات الإصابة المبكرة بسرطان الثدي، والمساهمة في تقليل نسبة الإصابات ونسبة الخطأ في تشخيص الحالة، بالإضافة إلى مشروع فحص اعتلال الشبكية السكري بالتعاون مع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون من خلال نظام يقوم باكتشاف اعتلال الشبكية السكري في مراحله المبكرة بتحديد الإصابة عن طريق تحليل صورة قاع العين لمرضى السكري داخل المملكة.
ولكي تنمي الأفكار الإبداعية وتجد لها مكانا في سوق العمل، أطلقت شركة سكاي المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة للمساهمة في تحقيق ريادة المملكة عالمياً بمجال الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم حلول تحويلية مبتكرة، كما أطلقت سدايا عن طريق مركز تميز تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدم لخدمة اللغة العربية نظام “صوتك” وذلك لتحويل الكلام إلى نصوص اعتماداً على تقنيات التعرّف على الصوت بالتعاون مع شركة (سكاي).
ولبناء جيل من قادة المستقبل من الطلاب والطالبات، دشّنت مدارس مسك بالتعاون مع “سدايا” وأكاديمية طويق مركز الثورة الصناعية الرابعة “أثير” بمدارس مسك؛ الذي يقدم برامج علمية نوعية تزود الطلبة بمختلف المعارف والمهارات الخاصة بمجالات التقنيات الناشئة والحديثة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجة والأمن السيبراني والروبوت والدرونز، حيث ساهمت هذه البرامج المتطورة في تأهيلهم للحصول على عدد من الشهادات الاحترافية المعتمدة من جهات مرموقة في المجالات التقنية.
كما أطُلق من مقر سدايا “مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة” بالتعاون مع وزارة الطاقة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 المشتركة بين الوزارة وسدايا، وتعزيز تنافسية قطاع الطاقة في جانب الابتكار المشترك في الذكاء الاصطناعي وبناء القدرات والكفاءات الوطنية المختصة بالذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة.