البلاد – جدة
بدعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – تواصل المملكة تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة على خارطة السياحة العالمية، عبر استراتيجية طموحة للقطاع، وبنية تحتية متطورة، ومدن سياحية فريدة، ولوائح تنظيمية متطورة للجذب السياحي الذي يستهدف 100 مليون سائح عام 2030م، وتوفير فرص هائلة لعمل أبناء وبنات الوطن.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه المملكة دورها الرائد في مسار دعم القطاع السياحي عالمياً، وتحقيق مكتسبات نوعية أهمها اختيار الرياض لتكون مقراً لأول مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية، واستضافة قمة السفر والسياحة، فيما يتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة نمو القطاع في السعودية 11 % سنويًا، للسنوات العشر المقبلة، كأسرع نمو في الشرق الأوسط.
استراتيجية متكاملة
تستهدف استراتيجية السياحة الرقمية، التي أطلقها وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب ضمن فعالية ليب إثراء جهود إعادة بناء القطاع في المملكة، بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030 التي تعمل على وضعها ضمن أهم الوجهات السياحية في العالم، وتقدم تجربة ملهمة لقطاع السياحة العالمي ، وقد حظيت الاستراتيجية على دعم من منظمة السياحة العالمية والبنك الدولي والشركاء الرقميين مثل مايكروسوفت وسيسكو. وتضم الاستراتيجية 9 برامج إضافة إلى 31 مبادرة يجري العمل على تنفيذها لمدة ثلاثة أعوام حيث ستستكمل بحلول عام 2025م، وسيتم من خلال هذه البرامج والمبادرات تطوير بيئة عمل ذكية تدعم رحلة التحول الرقمي في القطاع، بحيث تستفيد منها منظومة السياحة في المملكة، وتوفر منصة شاملة لتلبية جميع الاحتياجات، مع التركيز بشكل أساسي على رضا العميل فيما يخص الخدمات المتاحة.
أهداف طموحة
يهدف تطبيق الاستراتيجية إلى توفير تجربة سلسة للسياح والجهات المعنية بما يدعم ازدهار قطاع السياحة، حيث تركز الاستراتيجية على عدد من المحاور تشمل، السفر السلس، وتقديم حلول رقمية لتبسيط إجراءات السفر، وسهولة ممارسة الأعمال، وإطلاق منصة موحدة لربط مقدمي الخدمات السياحية وتطبيقاتها، والابتكار، خلق بيئة تفاعلية تسمح للمبتكرين في القطاع التقني بتجربة حلول السياحة الرقمية الجديدة، والسفر الرقمي، ودعم تطبيقات الواقع الممتد للسياحة (مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز) تشجيع الاستدامة: مكافأة السياح على الممارسات الصديقة للبيئة، وصناعة القرارات المدروسة: بناء الحلول التي تسمح بجمع البيانات وتوفر التحليلات اللازمة لقطاع السياحة، والقوى العاملة الرقمية الاحترافية.
كما تعمل الإستراتيجية على تبني نماذج عمل رقمية مبتكرة من شأنها أن تسهم في رفع مستوى الطلب على الخدمات السياحية، وتشمل وضع لوائح مبتكرة لتنظيم الفنادق الذكية، واعتماد طرق مرنة لإجراءات السفر الرقمي، وتوفير تجارب سفر سلسة للسياح ورجال الأعمال ومنتسبي الجهات الحكومية، كما تشمل تشجيع توفير الخدمات الجديدة وتأسيس الشركات الناشئة في القطاع السياحي من خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات لجذب المستثمرين، وتعزيز جاهزية الوجهات، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة. ويجري العمل ضمن الإستراتيجية على تطوير نظام مرن وفعال يدعم رحلة التحول الرقمي للقطاع، ويسهم في تبني ثقافة الابتكار. واتساقاً مع ذلك، ستقود وزارة السياحة جهود تطوير مؤشر عالمي للسياحة الرقمية بهدف تحفيز المنافسة ضمن القطاع على مستوى العالم.
خلال قمة السفر والسياحة في نوفمبر الماضي وبمشاركة وزراء وقادة القطاع الخاص من دول العالم في الرياض، تم توقيع أكثر من 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين السعودية وأطراف أخرى، وبين شركات مختلفة بقيمة تتجاوز 50 مليار دولار، وقال وزير السياحة أحمد الخطيب: إن المملكة تعيد تصور السياحة عالميًا مع الاعتماد على قوة الشراكة، ولدينا 6 تريليونات دولار من الفرص الاستثمارية حتى عام 2030م هنا في المملكة، وأطلقنا المركز العالمي للسياحة المستدامة كمنظمة متعددة البلدان وأصحاب المصلحة المتعددين لقيادة وتسريع حملة قطاعنا إلى صافي انبعاثات صفرية.
مكتب إقليمي
اختارت منظمة السياحة العالمية الرياض لافتتاح أول مكتب إقليمي لها خارج مدريد، مخصص للشرق الأوسط. وافتتح المكتب الإقليمي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، ووزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، وذلك خلال قمة تعافي القطاع السياحي السعودي المنعقدة في الرياض.
وتتضمن مهمة المكتب الإقليمي تنسيق السياسات والمبادرات عبر 13 دولة في الشرق الأوسط، وتعزيز المنتجات السياحية والتنمية المستدامة، وجمع الإحصائيات الهامة للقطاع وتبادل المعلومات، إلى جانب تحفيز الاستثمار في الأصول والمقومات السياحية والعمل على تحديد السياسات المتعلقة بالنواحي الصحية. كما أطلقت منظمة السياحة العالمية برنامجاً للاحتفاء بأفضل القرى السياحية، وأعلنت إنشاء أول أكاديمية سياحية في الرياض مخصصة لمنطقة الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، أعلنت المملكة تخصيص 100 مليون دولار لإنشاء الصندوق الدولي للسياحة الشاملة في السعودية، وهو أول صندوق لدعم النمو السياحي عالمياً، بالتعاون مع البنك الدولي.
مستقبلك ســــــــــــياحة
نجحت وزارة السياحة خلال عام على جذب مائة ألف سعودي للعمل في قطاع السياحة من خلال برنامج»مستقبلك سياحة». وتتعاون الوزارة مع منظمة السياحة العالمية لتأسيس أكاديمية سياحية دولية مقرها الرياض تسهم في تدريب الراغبين بالعمل في القطاع السياحي من مختلف دول العالم.
كما طورت الوزارة سلسلة من المعايير الجديدة بلغ عددها 31 معياراً تهدف إلى تعزيز جودة التدريب السياحي، كما فعلت المنصة الرقمية للتدريب التابعة لوزارة السياحة مطلع هذا العام، وتجاوز عدد المسجلين 226 ألف متدرب، متيحةً التقديم على برامج تدريبية لتطوير المهارات وكفاءة العمل حيث استفاد منها أكثر من 110 آلاف موظف وباحث عن فرصة عمل.
وسعت منظومة السياحة في المملكة حضورها الدولي، وحازت على 28 جائزة عالمية، كما دشنت الهيئة السعودية للسياحة 12 مكتباً ضمن سبعة أسواق رئيسية عالمية.