التسّطيح الفكري أو السطحية في التفكير ،هو ضربُُ من الإبتلاءات في هذا العصر. فأصبحنا بين الحين والآخر نجد البعض ممّن أُبتليت بهم المجتمعات وتصدروا وسائل التواصل الاجتماعي ، يتحفونا بأفكارهم الهزيلة. فمنذ يومين سمعت إحدى المتحدثات وهي تنصح الطبقة الوسطى في المجتمع بألا تحاول تقليد الطبقة الغنية واسترسلت في نصيحتها حتى وصلت إلى قولها مخاطبةً الطبقة الوسطى ومطمئنةً لهم أن (المجتمع راضي فيكم).
الأخت المتحدثة حقيقة لا أعرفها ولكن البعض تداولوا كلماتها السطحية جداً والتي تنضح بالتقّليل من شأن الطبقة الوسطى على قولتها وحثّها لهم على ألا يقلّدوا الطبقة الغنية!
هي لا تعرف أن الطبقة الوسطى هي ، ومقياس إستقرار المجتمعات.
الأخت- أصلحها الله -تحدثت بأسلوب فيه تعالِِ ثم حدّدت مستقبل الطبقة الوسطى ،وأنها لن تصل للطبقة الغنية أبداً متناسيةً أن الله هو الرزّاق الكريم (يرزق من يشاء بغير حساب).
يبدو لي أن المتحدثة خانها التعبيروجانبها الصواب.
لقد عشت من حياتي ما عشت وأنا واسعة العلاقات ومررت بمراحل دراسية وعمل ومؤتمرات ولقاءات وصداقات مع جميع فئات المجتمع ،إلّا أنني لم ألمس هذا الفرق أبداً ،ولم أسمع طيلة حياتي هذا التصنيف الطبقي في المجتمع السعودي ، بل أنه مجتمع متماسك ذو لحمة واحدة يحترم بعضه بعضاً. تعاملنا ونتعامل بأفكارنا وثقافتنا وتعليمنا وأخلاقياتنا ، لابما نملكه من ماركات وقشور
دعوني هنا أتوقف مع السطحية في التفكير التي حقيقة لا أستغربها من بعض من أفرزتهم وسائل التواصل الإجتماعي ، لكنني أندهش وأذهل حين أجدها ممّن نحسب أن التعليم صقلهم ونالوا شهادات تبوأوا بها مناصب أكاديمية تعليمية أو طبية أو غير ذلك، ولازالت جلساتهم وأحاديثهم حول الموضة والماركات والأثاث والسيارات.
طبعاً نحن لا نقول بقطع الصلة بهذه الأحاديث ، إنما قصدته ألا تكون الأغلب أو محور الاهتمام والجلسات. لتكن عابرة وغير مهمه لأنها بالفعل كذلك ، إلا عند سطحيي التفكير الذين لا يجدون ما يشغلهم سوى هذه المظاهر ويقيّمون الناس على أساسها!
نحن قد نتجاوزالسطحية في التفكيرمن محدودي الفكر ومحدثي النعم ، ولكن تؤلمنا ونستصعبها جداً من الطبقة التي نحسب أنها مثقفة وعلى مستوىً من الفكر والعلم.
نحن نسعى لبناء جيل راقِِ مفكر مبدع!! في الوقت الذي نجد فيه أن وسائل التواصل مؤثرة في الأجيال بشكل كبير ، والحقيقة حتى ننقذ أجيالنا وحتى نواكب رؤية 2030 بجدية ،لابدّ من وجود جهات تتصدى للهدم الفكري والأخلاقي، ولن يكون أقوى من المدارس والإعلام. لابدّ أن تتحد جهود وزارة التعليم مع الإعلام لإنشاء برامج تربوية سريعة ومكثفة تناهض ما يُبث في وسائل التواصل الإجتماعي من غثاثة يرفضها الناضج الواعي ،لكن يستسيغها الصغار الشباب والمراهقون.
أعتقد – للأسف -أن التأثير اليوم إعلامي بحت، فلابدّ من إستغلاله في التوعية والتربية الإعلامية المباشرة عن طريق المعلمين والمعلمات ،بمعنى أن تعرض المادة الإعلامية التربوية التثقيفية تحت إشراف المعلم والمعلمة وتوسيع دائرة الشرح والتأثير.
الأجيال أمانة ،والتفكير والتخطيط من أجلهم وأجل حمايتهم ، واجب.
ودمتم.
@almethag