تطوير الدوري السعودي عبر رفع المستوى التنافسي والفني للأندية باجتذاب اللاعبين والمدربين الكبار هدف صريح؛ من أجل رفع مكانة كرة القدم والدوري السعودي إجمالاً، ولكن ذلك لا يأتي فقط باجتذاب النجوم، لأن الدوري القوي يتكون من عدة عوامل؛ منها اللوجيستي والجماهيري، والنقل التلفزيوني، والعامل الذي يفرض نفسه على مستويات متعددة في حياتنا اليومية، كما في الجانب الرياضي وهو التقنية.
مع التطورات المتسارعة في التقنية، فإن عالم الرياضة يتكيف مع ذلك باستخدام طرق جديدة ومبتكرة- ليس فقط- للمساعدة على الاستمتاع باللعبة، ولكن بطريقة لعبها، من البث التلفزيوني، وتحليل البيانات، إلى أداء اللاعبين والوقاية من الإصابات؛ لذلك تعد التقنية الرياضية مجالًا مزدهرًا يغير الرياضة كما نعرفها. يمكن أن تتنوع استخدامات التقنية من الأجهزة القابلة للارتداء والمستخدمة لقياس حركة اللاعب وسرعته، وأجهزة الاستشعار المستخدمة لقياس معدل ضربات القلب والضغط، أو على نطاق أوسع كالأدوات التي تقيس ما إذا كانت الأهداف قد تم تسجيلها أم لا، مثل تقنية خط المرمى، أو احتساب الأخطاء كتقنية الفيديو، وحتى المساعدة في اتخاذ القرارات الانضباطية، وكل ذلك ينعكس إيجابياً على جوانب مختلفة في الرياضة باستخدام التقنية، ما يزيد من التفاعل والمشاركة، ويعزز الفرص الجديدة للمداخيل، ويؤدي إلى زيادة التغطيات والإيرادات ويرفع مستوى السلامة، ومن زاوية الجماهير، فالتقنية تزيد من تفاعلهم وانخراطهم في اللعبة وتزيد من حصيلتهم المعلوماتية عن القوانين واللاعبين، وحتى للمسؤولين والحكام، فالتقنية تقلل من الضغط على الحكام والمسؤولين وتشجعهم على اتخاذ قرارات أكثر دقة، وذلك أمر يزيد من مستوى ثقة الجماهير، والأهم من كل ذلك، رفع مستوى عدالة التنافس، وهو أمر يطالب به الكثير من المشجعين.
مع ارتفاع مستوى الدوري وحدة المنافسة، تزداد الحالات الجدلية، وتزداد الحاجة إلى التقنية لحسم تلك الحالات، التي قد تكون جدًا بسيطة، وينتهي الجدل حولها قبل نهاية المباراة، لا أن تستدرجنا لنهاية الموسم في جدالات بيزنطية عنوانها.. ” ماذا لو”؟