البلاد – الرياض
تستعد وزارة الثقافة لتنظيم مهرجان “في ضيافة الطائي” في منطقة حائل، خلال الفترة من 5 إلى 13 من شهر مايو القادم ضمن مبادرات “عام الشعر العربي 2023″، للتعريف بشخصية حاتم الطائي، وقِيمه الحميدة، وأعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، ومكانته الثقافية.
ويأتي المهرجان بدعمٍ من برنامج جودة الحياة – أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.
ويتضمن المهرجان حزمة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تُجسد حياة الشاعر، وقصائده الشهيرة، وتُحاكي ثقافة المنطقة في تلك الفترة الزمنية، بحيث تأخذ الزائر في رحلةٍ ثقافية إبداعية تبدأ من منطقة “الأطفال” التي تضم أربعة أركان وهي: الراوي، والتشكيل، والتلوين، ومسرح العرائس، لتمكن الأهالي من الاستمتاع بأجواء المهرجان في الوقت الذي يقضي فيه أطفالهم وقتهم في هذه المنطقة التي تُعزز ثقافتهم بقالبٍ تفاعلي لأبرز قصائد الطائي.
وبعدها سيجد الزائر منطقة “المشاهد الأدائية” التي ستُقدم مشاهد إبداعية لمراحل مهمة في تاريخ حاتم الطائي بدءاً من طفولته، مروراً بشبابه، ومن ثم مشهد وصايا الطائي، وتنتهي بمشهد خيمة ليوان الطائي التي تحاكي مجلسه في تلك الفترة.
وفي “ساحة في حياة الطائي” تأخذ هذه المنطقة الزائر في رحلةٍ تفاعلية للتعرف على الجوانب الحياتية بمحاكاة الفترة الزمنية التي عاش فيها الشاعر مشتملةً على متاجر ودكاكين، وحرف وفنون، والمطاعم الشعبية والمقاهي، والتي تحتوي على منتجات من ملابس وتحف وأدوات المائدة التي تحاكي أبيات الشعر، إلى جانب الأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة حائل مثل التمّن الحائلي، الكبيبا الحائلية، والمقشوش الحائلي، إضافةً إلى أطباق محلية بنكهاتٍ معروفة للمطبخ السعودي، والدلة الحائلية وكليجا حائل.
وأما منطقة “معرض الطائي” فتأتي بشكلٍ فنيّ إبداعي ليستعرض من خلالها الرسامون والمصورون والفنانون والنحاتون منتجاتهم أمام الزوار، وتتضمن أنشطة عدة، من أبرزها؛ الأبيات التي تُقدم أعمال الشباب السعودي وإبداعاتهم وتُحاكي أبيات الشعر عبر الأعمال الفنية بتقنيات الإسقاط الضوئي، وتُحاكي أحاسيس ومعاني الشعر بواسطة أعمال فنية تصل إلى عُمق قصائد الشاعر، وتستخدم بها فنون متنوعة كالفن التجريدي والمعاصر والرسم والنحت وغيرها. وفي منطقة مسرح “بين أشعار الطائي” ستأخذ الأمسيات الشعرية لقصائد الطائي الزوّار في رحلةٍ تحت النجوم تمزج الشعر بأنغام الموسيقى، إضافةً إلى الجلسات الحوارية لأبرز القصص، كقصة كرم حاتم الطائي مع ملك الروم.
ويعد حاتم الطائي الذي توفي عام 605م من الشعراء العرب الذين بلغت شهرتهم أقطار العالم، وهو حاتم بن عبدالله بن سعد الطائي؛ الشاعر والفارس الجواد ومضرب المثل بالجود في فترة ما قبل الإسلام في جبل طيء شمالي نجد، وزار الشام فتزوج ماوية بنت حجر الغسانية، ومات في عوارض (جبل في بلاد طيء)، وهو من قبيلة طيء، ويعد من أشهر العرب بالكرم والجود والشهامة، حيث سكن في بلاد الجبلين (أجا وسلمى) بحائل، وتوجد بقايا أطلال قصره وقبره، وموقدته الشهيرة في قرية توارن، وله ديوان في الشعر، وكانت أمه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم ذات يُسر وسخاء، ولهذا السبب نشأ حاتم على أطباعها في الجود والكرم.
ويأتي هذا المهرجان ضمن مسار الشعر العربي الذي أطلقته وزارة الثقافة في وقتٍ سابق للاحتفاء برموز الشعر العربي أمثال عنترة بن شداد، ولبيد بن ربيعة، وزهير بن أبي سلمى، وامرؤ القيس، وحاتم الطائي والأعشى، حيث نظمت للأخير مهرجاناً بعنوان “هُنا كان الأعشى” في عام 2021-2022م بالرياض، ومهرجان عنترة الثقافي في عام 2022م بالقصيم، وذلك إيماناً بأهمية الشعر والشعراء في التاريخ الثقافي للمملكة العربية السعودية، واستعادة إرثها الثقافي العريق، وإعادة تقديمه في قوالب إبداعية معاصرة عبر استخدام التقنية الحديثة وتمكين المواهب واستثمار الطاقات الخلاّقة، نحو تحقيق أهداف الوزارة في تعزيز الهوية الوطنية وتحويل الثقافة كنمط حياة.