البلاد – الرياض
أحيا رمضان ليالي الرياض، وأضفى عليها طابعَ وروحانيةَ الشهر، ونشطت في أرجائها حزم من الفعاليات المجتمعية زادت من وهج مساءاتها العامرة بروادها، لتشع بنبض غير مألوف في إيقاع الحياة خلال الأشهر الأخرى من العام.
وعلى امتداد خارطة العاصمة تتعدد وجهات المساء، فما أن تدنو الشمس نحو المغيب إلا ويبدأ حراك مفعم بأجمل فرحة للصائمين لحظات اجتماع الأصدقاء والأسر على موائد الإفطار في الأماكن العامة والخيم الرمضانية، وتتسع دائرة المقصد بعد ذلك حسب الميول من خلال حزمة من الأنشطة الثقافية والترويحية والرياضية والفنية، فضلاً عن التسوق وتبادل الزيارات.
وأدرجت العديد من الجهات الحكومية والخاصة جملة من الفعاليات اتسمت بتنوعها، وتلبيتها رغبات مختلف الفئات العمرية، وحملت في جوهرها بعداً لثقافة المجتمع الرمضانية لتُعيد مجددا صوراً من أنماط الحياة قديماً وعادات اقترنت بذاكرة السعوديين خلال الشهر الفضيل، في حين شكلت هذه الفعاليات منصات مفتوحة أمام المقيمين والزوار تبرز المكون الاجتماعي والثقافي لمجتمعنا.
ويفوح عبق الماضي في وجدان الأهالي، حيث اعتاد الكثيرون على زيارة المعالم التاريخية في الرياض وأسواقها العتيقة التي ارتبطت لدى البعض بموسم رمضان كعادة سنوية تجمع بين التنزه واستعادة الذكريات والتبضع، في الوقت الذي أحيت فيه بعض البرامج ذاكرة المكان لتعكس العمق الزماني والثراء الثقافي للمملكة.
ويعكس الحراك المتنوع في ليالي رمضان ما تعيشه الرياض من عادات المجتمع السعودي في شهر رمضان المبارك، حيث تهدف وزارة الثقافة من خلال هذه الفعاليات الثقافية إلى إبراز الموروث الثقافي وإحيائه، والتعريف بالثقافات المحلية المتنوعة، وتعزيز العادات الرمضانية المرتبطة بذاكرة ووجدان السعوديين.