اجتماعية مقالات الكتاب

كلُ مُر سيمر فكونوا سعداء ُ

نعم.. كل مرٍ سيمرُ فلا تبتئس مهما ضاقت بك الحياة، ومهما وجدت نفسك في عنق الزجاجة، تذكر أن دوام الحال من المحال، تذكر أن الحياة ماهي إلا دار ممر وعبور لكنها مع هذا (حياة) وأنك فيها مسؤول عن نفسك وعن عائلتك، مسؤول عمن يجدون في ابتسامتك حياتهم، وفي حبورك وجودهم!!

مسؤول عن صحتك النفسية والجسدية وحتى العقلية! فالاستسلام للهموم وتركها تسيطر على مجريات الحياة تفقد المرء توازنه وسلامة تفكيره، حتى الهموم لها ثقافة وأصول؛ لكيلا يضيع في دائرتها الإنسان، فتبدأ ثقافتها بالاستعانة بالله وهي الأهم، فاللجوء لله ومناجاته والتضرع له بالدعاء هو المتنفس الأول. قال الله- عز وجل- (أدعوني أستجب لكم) إذ إن الاتصال بالله بخلوة أو زيارة لبيته فيها المخرج من نفق التفكير السلبي في معالجة الضغوط، فمن منَّا لم تساوره الهموم ويخالج نفسه القلق!! من منا لم يتألم أو يتعرض لخيانة أو غدر أو جحود!! من منا لم يتم هجره دون سبب!! من منا لم تصطدم طموحاته بما لا يتوقعه!! إنها الحياة (خلق الإنسان في كبد) ولولا مشاعر الحزن والهموم ما كانت مشاعر السعادة. هي دروب متنوعة ملونة هكذا هي الدنيا لكن يبقى العقل والتفكير السليم الذي لا يستسلم هو المحور. فللنفس حق وللعائلة حق، فالمدرك للآثار السلبية لا يترك الهموم تسحق صحته وتسيطر على سلامة تفكيره فيضيع وتضيع أسرته- لا قدر الله.

لهذا فالمنفذ الأول- كما ذكرت آنفًا- هو الدعاء والتسبيح (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين….) فالسجود منفذ للخروج من كل هم وغم فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ففي السجود ندعو وفي السجود نسبح وفي السجود نغرق في روحانية تنسينا متاعب الحياة، ثم يأتي جانب آخر هام جداً ألا وهو الرضا بما كتبه الله، فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك!! ثم يكون الدواء الناجع بعد الله في تلبس السعادة والتظاهر بها، ولو بأبسط الأشكال وأيسر السبل. يقول الشاعر النبطي:

لو راس مالي قشعتينٍ من الشيح • سويتها فنجان كيف وشربته
نزهة ممتعة مع العائلة أو أحاديث ودية ومشاركة أفراح مع الأصدقاء، أو عيادة مريض أو مساعدة محتاج أو مسامرة كتاب شيق؛ كل ذلك وما شابهه يبهج النفس.

ومهم جدًا كثرة الحمد والشكر لله، والتأمل فيما يملكه المرء من نعم، فمهما رآها بسيطة فإن فقدها عظيم وبالشكر تدوم النعم!! والتظاهر بالسعادة أمام النفس والأبناء والوالدين يولد صدق الإحساس بها، ويجلب الرضا ويستحث التفكير السليم للتعامل مع ضغوط الحياة ومآزقها ويجنب الأهل والأبناء الآثار السلبية، فالهموم تمر لكن أثرها على الصغار قد يبقى وقد يترك في نفوسهم أثرًا قاتمًا!! فجنبوا أنفسكم وقلوب أحبتكم مالا تحتمل ودربوا أنفسكم أن تكونوا سعداء رغم أنف الإحباط فالحياة تستحق، وتقبلوا تقديري ودمتم.

almethag@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *