من المؤسف أن يرتبط رمضان في أذهان البعض، بأنه شهر الجوع والعطش والنوم والأفلام والمسلسلات، ما يتطلب منا إعادة التفكير في هذا المفهوم الخاطئ، وأن نقبل على هذا الشهر احتفاءً بنزول القرآن فيه (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) 185- البقرة-.
نلاحظ في الآية الكريمة أن تميز شهر رمضان بالقرآن أولاً قبل الصيام. ولنذكّر أنفسنا بأن الغاية الحقيقية من صيام شهر رمضان هي الوصول إلى التقوى، والتقوى هي ترك ما يهوي الإنسان؛ من أجل الله سبحانه وتعالى، فضلًا عن أن ندخل الصيام بنية التغيير فنسأل أنفسنا كيف سيغيرنا رمضان؟
بعيدًا عن إدمان المخدرات والكحول والدخان، قد نرى أناسًا قد أصبحوا مدمنين على وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية والألعاب الالكترونية، أو متابعة المسلسلات والأفلام أو التسوق أو الخروج مع الأصدقاء للمقاهي أو الاستراحات.
ومن أعراض الإدمان سرعة الانفعال والتوتر بسبب الحرمان منها. وبعض الأمور البسيطة التي اعتدنا عليها في الحياة اليومية مثل احتساء القهوة الصباحية وتناول وجبة الغداء وشرب الماء البارد مع الرياضة، قد تؤدي إلى هذا الرد الفعل أيضًا.
ولما سبق من سلبيات ضارة، كان لابدّ لنا في شهر رمضان، شهر “التجديد”، من أن نخوض تجربة “الديتوكس “حيث نحصل على الفوائد الروحية والصحية من الصيام، وذلك بتلاوة القرآن وتدبّر المعاني والمعجزات التي تحفل بها السور والآيات، مع الانضباط وترك المعاصي، والتخلص من السموم، ذلك أن “الديتوكس” هو واحد من أشهر الطرق التي يلجأ إليها الكثير من الناس، للتخلص من سموم وفضلات الجسم، مثلما هو حمّية شعبية رائجة، يزعم مروجوها أنها قادرة على تنظيف الجسم من السموم وتحسين الصحة وحتى فقدان الوزن.
لكي نستطيع أن نرى الجديد في معاني الآيات ونتدبر السور، الصيام قد يساعدنا أن نسخّر تركيزنا فيه بعيدًا عن الروتين الذي يلهينا ويشغلنا وكذلك الامتناع عن الأمور المادية، ليستقبل القلب كلام الله، عز وجل، بصفاء ذهن وتمتلئ الروح بنور القرآن. وهكذا تصبح علاقتنا بالقرآن في حياتنا اليومية بتعلق نستطيع أن نعتبره إدمانًا صحيًا. أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
layanzd@