شباب

«كوادر السياحة» .. سفراء لإبراز الحضارة

البلاد ـ جدة

بعد أن تخرج ناصر 25 عاماً في قسم اللغة الإنجليزية من إحدى الجامعات، لم يكن طموحه الجلوس، على مكتب، وثير والاعتماد على وظيفة نمطية، تكفل له ولأسرته سبل الحياة، ولكن كان يتملكه الشغف، للعمل في قطاع الإرشاد السياحي، خصوصاً أن طموحاته كانت تعانق الأفق في هذا المجال، ويمتلك أحلاماً وطموحات، رسم خارطة طريق محكمة من أجل تحقيقها.

ولأنه عاشق للسياحة، ورحلات السفاري فقد سافر إلى العديد من البلدان خلال مرحلة الدراسة الجامعية، لذا فإنه وضع على “طاولة” البحث، سيناريو العمل في قطاع الإرشاد السياحي، وما شجعه على ذلك أحد أصدقائه الذين انخرطوا في مجال الإرشاد السياحي، وحقق ما كان يصبو إليه، ويعد أحمد أحد الشباب السعوديين الذين، دخلوا بقوة إلى مجال الإرشاد السياحي، وأصبح هو ومئات الشباب، والفتيات سفراء للملكة للتعريف بتراثها وتاريخها العريق، خصوصاً، وأن المواقع الأثرية في المملكة كثيرة، وتعلن عن حضورها.


وَاِنْطِلاقاً من أهمية السياحية والإرشاد السياحي، فإن المملكة سبق أن أطلقت، نَمُوذَجاً عالَمِيّاً للتدريب في قطاع السياحة من خلال تطبيق إستراتيجيتها الواعدة للسياحة الوطنية، التي تهدف إلى تدريب الشباب ليواكبوا مستقبل السياحة، كما تخطط المملكة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة بقطاع السياحة، إلى استحداث مليون فرصة عمل جديدة في قطاع السياحة، وجذب 100 مليون زيارة للمملكة بحلول عام 2030م.

وفي هذا السياق يخوض محترفو مهنة المرشدين السياحيين من الكوادر الوطنية المؤهلة، مختلف المجالات التي من شأنها تمثيل الهوية الحضارية الوطنية لبلاد الحرمين الشريفين، والتعريف بأهم معالم المملكة عامة، وعلى وجه الخصوص مدينة جدة ومتاحفها ومعالمها التاريخية والحضارية.


ويُعد المرشد السياحي سفير وطنه، حيث يعطي الانطباع الأول عن مجتمعه وحلقة الوصل بين وطنه وقاصدي المملكة بشكل عام والبقاع المقدسة على وجه الخصوص مهما اختلفت أهداف الزيارة سواء لأداء المناسك أو للسياحة أو للإقامة.
وعبر عددٍ من المرشدين السياحين بجدة، عن سعادتهم بالانخراط في هذا القطاع الحيوي، الواعد، حيث أكدت في البداية، أماني سمارن، أن الحراك السياحي في المملكة بشكلٍ عام زاد من تعلقها بمهنة الإرشاد السياحي، وذلك من خلال ظهور أماكن سياحية جديدة خلال السنوات القليلة الماضية، وشغفها بإبراز تراث وأصالة ومعالم المملكة للعالم وبخاصة أنها تتمتع بالعديد من الحضارات وتنوع التضاريس الجغرافية، وكذلك التعريف بالعادات والتقاليد السعودية للعالم.

وأفادت أنها خلال رحلة استكشاف المهنة دأبت على التزود بالمعارف عبر الدورات التدريبية في الإرشاد السياحي، لافتةً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من السيدات على المهنة وبأنها أشرفت على مرافقة أكثر من 15 مجموعة سياحية من مختلف أنحاء العالم، وأن هناك اختلافاً في نظرة السياح بعد مشاهداتهم التطور الكبير الذي تتمتع به المملكة لدرجة تصل إلى الانبهار.

من جانبه أبان المدرب والمرشد السياحي طارق معافى، أن مهنته معتمدة من المنظمة العالمية لجمعيات الإرشاد السياحي ووزارة السياحة، مفيداً أن خطوات التقديم للراغبين في مزاولة المهنة يتم عن طريق موقع وزارة السياحة، وكذلك للابتعاث الداخلي عبر برنامج الإرشاد السياحي، إلى جانب اجتياز دورة تدريبية مدتها 6 أيام يتم خلالها تعلم مهارات الإلقاء والبحث عن المعلومة بالطريقة الصحيحة، ومهارات الإرشاد السياحي بمختلف جوانبها، بعد ذلك يتم أخذ دورة محتوى، والتي تعنى بالتخصص في إحدى مدن المملكة أو نشاط معين أو أي مجال آخر في الإرشاد السياحي.


وبين أن الزوار لمختلف مناطق المملكة، يأتي الغالبية من الأوربيين والأمريكيين والصينين، حيث يزورون مناطق في محافظة جدة عن طريق سفن الكروز، وذلك في الجولة الأولى: الواجهة البحرية، كورنيش الحمراء، جدة التاريخية وفي الجولة الثانية التعرف بمعالم جدة منها: طريق الملك، الواجهة البحرية، جدة التاريخية وبإجمالي لمدة الجولة 4 ساعات تقريباً.

فيما تشمل زيارة السياح لعدة أيام، العديد من الأماكن، مثل جولات بحرية، وإمكان برية، ومخيمات في أطراف مدينة جدة، ومحبي ممارسة بعض رياضات الهايكنج، والمنتجعات البحرية، وزيارة معارض الفنون، والمتاحف، وجدة التاريخية، لافتاً إلى أن الدولة -أيدها الله- تتكفل بتدريب 1500 شخص في مجال الإرشاد السياحي، وأن الدخل يعدّ مجزياً جداً للفرد شهرياً، وأن ذلك له تأثير في السياح من خلال عدد الزيارات.

وفي جانب نقل الصورة المشرفة عن المملكة، أكد المرشد السياحي عيسى حدادي، أن مهنة المرشد السياحي يقع عليه العبء الكبير في نقل الصورة الصحيحة والمشرّفة والحسنة والإيجابية عن مختلف جوانب الحياة قديماً وحديثاً عن المملكة بصورة عامة، والمدينة التي يتخصص بها بصفة خاصة، مشيراً إلى أن أعداد السيّاح الأجانب يصل إلى أكثر 3000 سائح في الأسبوع الواحد والغالبية عن طريق سفن “الكروز”.

برامج زيارة السياح لجدة

  1. طريق الملك
  2. الواجهة البحرية
  3. جدة التاريخية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *