جاء الامر الملكي الكريم بتخصيص يوم (11) مارس من كل عام يوم احتفالي احتفائي وطني “للعلم” تحت مسمى ]يوم العلم[ وسيكون بعون الله تعالى يومًا سنويا وذلك انطلاقًا من التأكيد على قيمه العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها ففي عام 1139 هــ الموافق 1727م ، و (11) مارس هو اليوم الذي أقر فيه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – العلم الوطني بشكله ومواصفاته وهيئته ومكانته التي تشير إلى منظومة مواصفات “العلم السعودي” المتمثلة في التوحيد، والعدل، والقوة، والنماء، والخير، والرخاء… وتلك المواصفات ترمز أيضا إلى أصالة ضاربة عمق تاريخ الوطن.
لذلك لابد من وقفه تشير الى واقع تطور “العلم السعودي” منذ التأسيس؛ حيث أكد المركز الوطني للوثائق والمحفوظات أن راية الدولة السعودية الأولى كانت خضراء ومكتوبة في وسطها كلمة التوحيد “لا إله الا الله محمد رسول الله” لهذا حرص جميع أئمة الدولة السعودية على هذا العمق الإسلامي الوطني خلال مراحل الدولة السعودية، فمنذ عهد المؤسس كان الجيش الوطني من عام 1329هـ يتحرك تحت لواء العلم بلونه الأخضر وكلمة التوحيد والسيف المسلول، وفي عام 1344هـ في احتفال البيعة في مكة المكرمة أمر الملك المؤسس عبد العزيز بتشكيل هيئة التأسيس من عدد من المستشارين والمندوبين، وكان من مهام هذه الهيئة وضع شكل ومواصفات العلم الوطني بالإضافة الى صك العملة السعودية، وفي عام 1355 هـ صدرت موافقة الملك عبد العزيز على قرار مجلس الشورى رقم (354) في 4 من ذي الحجة 1355 هـ بتجديد مواصفات العلم الوطني وكما هو معروف أن العلم السعودي الوطني يحمل “شهادة التوحيد” التي تتوسطه كرساله للإسلام والسلام، كما يرمز السيف تحت شهاده التوحيد الى القوه والحكمة والمكانة لهذه الدولة العظيمة على امتداد ثلاثة قرون؛ حيث كان هذا العلم الوطني بتلك المواصفات شاهدا على خطوات توحيد البلاد البطولية التي خاضتها الدولة، ومن هذا المنطلق يتفاخر أبناء الوطن في كافة المناسبات “برايه العز” العلم السعودي الوطني ويعتبر العلم السعودي هو العلم الوحيد الذي لا ينكس او يتم انزاله الى نصف السارية في حالات الحداد والكوارث او الاحداث الكبيرة ويختلف في ذلك عن بقيه أعلام الدول الأخرى.
وتعتبر رمزيه العلم السعودي في حد ذاتها أصالة ضاربة في عمق تاريخ البلاد المباركة؛ من حيث تفاصيل لونه ومحتواه وتصدر الشهادتين التي تعني أن كلمة الله عز وجل هي العليا لذلك لا ولن ينكس.
ولابد من الإشارة الى ان “يوم العلم” يعتبر تأصيل للناشئة منذ الصغر على احترام علم بلادهم من خلال مناهج التعليم على مستوى كافة المراحل الدراسية، وذلك لما يحمله في الدرجة هذا العلم من دلالة دينية عظيمة تمثلها عباره التوحيد “لا إله الا الله محمد رسول الله” ولا بد بعد ذلك من احترام كافة تعاليم قيم التعامل في كيفية استخدامات العلم، ومتى، وكيف، كرمز وطني غالي، ولا يتم قبول أي ظرف أو مشاعر تخالف قواعد وأنظمة العلم السعودي أو يقلل من مكانته كرمز.
ليظل علم بلادنا دائمًا عاليًا خفاقًا بالعز والفخر.
والله ولي التوفيق…
هشام صدقه عرب
مستشار اعلامي