الرياض- غدير الطيار
شهدت مدينة العلا منافسات ساخنة في النسخة الأولى من “كأس العلا للهجن”، وعاش الجمهور لحظات من الإثارة والمتعة لا تنسى، في حدث نظمته الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن على مدار أربعة أيام، بجوائز مالية هي الأعلى في تاريخ سباقات الهجن، حيث تجاوزت قيمتها 80 مليون ريال.
وتأتي بطولة كأس العلا للهجن، بما شهدته من فعاليات وأنشطة وتنظيم رفيع المستوى، لتعكس الاهتمام الكبير بتطوير هذه الرياضة ودفعها إلى آفاق جديدة، حيث عاش جمهورها تجربة ترفيهية وتعليمية وثقافية وفنية وموسيقية فريدة، ربطت الماضي بالحاضر، وسلطت الضوء على الأهمية الثقافية والرياضية للهجن وللمنطقة.
*بداية مميزة
بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز – يرحمه الله- بدأ تنظيم تلك الرياضة المميزة، والعمل على تطويرها ؛ حيث تم وضع قواعد ولوائح تضمن صحة وسلامة الهجن، وقد أقيم أول سباق للهجن في المملكة عام 1964م كجزء من المهرجان التراثي.
*كأس العلا..
كان إقامة كأس العلا للهجن مثالاً قويًا وبارزًا على هذه الجهود حيث يهدف إلى الاحتفاء بسباقات الهجن وتقاليد المملكة.
حيث اشتهرت وانتشرت تلك البطولات وتعددت سباقات الهجن في المملكة؛ حيث تعتبر سباقات الهجن رياضة شهيرة تاريخيًّا، وتوجد ميادين السباق في كل منطقة من مناطق المملكة تقريبًا، حتى في المناطق ذات التضاريس الصعبة.
وكان للانتشار الواسع أثره لهذه الميادين، حيث تم دخول رياضة الهجن في مختلف الأحداث الرياضية، وهذا يدل على شعبيتها وانتشارها، فهذه الرياضة جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والتقليدي للمملكة، وقد جذبت حشودًا كبيرة من المتابعين؛ لذا أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، عن إقامة بطولة «كأس العلا للهجن» لتتويج “بطل الأبطال” خلال موسم حافل من سباقات الهجن المتعددة، وبقيمة إجمالية للجوائز تبلغ 80 مليون ريال سعودي، ليصبح بمثابة “سنام السباقات” في المملكة والمنطقة.
* مكانتها وتميزها
تحتل سباقات الهجن مكانة بارزة في الثقافة السعودية العربية؛ كونها رياضة قديمة تم تناقلها وتوارثها عبر الأجيال.
فقد استخدمت الهجن تاريخيًّا للتنقل، وأصبحت وسيلة لإظهار جمالها وقوتها مع تطور الرياضة، ومنذ ذلك الحين أصبحت نشاطًا ثقافيًّا شائعًا ومهمًّا.
ورياضة الهجن متأصلة بعمق في الثقافة ويتم الاحتفال بها في الأدب والشعر، ما يؤكد أهميتها في المشهد الثقافي الأوسع، ويلاحظ أنها بدأت في التنظيم الرسمي من خلال السباقات التي كان يقيمها الحرس الوطني خلال مهرجان الجنادرية وموسم الصيف بالطائف، في السبعينيات الميلادية.
ولكن بعد إنشاء الاتحاد السعودي للهجن في عام 2018م بدأ سن القوانين والأنظمة واللوائح المنظمة للميادين وللسباقات، ويوجد في المملكة أكثر من 45 ميدانًا ما يشكل نسبة كبيرة في أعداد الهجن المعدّة للسباقات، ويبذل اتحاد الهجن بقيادة الأمير فهد بن جلوي جهودًا بارزة لتعظيم وجود وانتشار هذه الرياضة الشعبية.
وتقام عدد 6 سباقات رسمية في المملكة؛ من ضمنها مهرجان ولي العهد للهجن الذي يستمر قرابة الشهرين وتشارك فيه قرابة 15 ألف مطية، ومهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، ودوري هجان، ثم أخيرًا كأس العلا للهجن، إضافة إلى السباقات الأسبوعية التي تقيمها مختلف الميادين.
وفي الحقيقة لا يمكن قياس التنامي السنوي بشكل دقيق، ولكنه يفوق التوقعات وتجاوز نسبة 100% في السنوات الأخيرة من حيث أعداد الهجن أو دخول الملاك الجدد أو عودة الملاك السابقين. وهو دليل على شعبية الرياضة وأهميتها ثقافيًّا في المملكة والعالم العربي.