البلاد- وكالات
رغم أنها قد تجاوزت العامين بعد المئة من عمرها المديد، فإن، جين بيلي، أصبحت تمثل رمزا لحب الحياة والإقبال عليها، خاصة وأنها قد أضحت “مدربة اللياقة” في دار المسنين التي تقطن بها في قرية هادئة بولاية نبراسكا الأمريكية.
ويحب أن ينعت نزلاء الدار ممن يتدربون مع جين بـ”اللئيمة” نظرا لأنها تعد، وفق كلامهم، قاسية في التمارين، ولكنهم مع ذلك يخضعون لتعليماتها وإرشاداتها بكل سعة صدر وترحاب.
وبحسب صحيفة “التايمز” فإن جين كانت قد ولدت في العام 1920، وارتبطت بزوجها الراحل في العام 1942، ولديها حاليا ثلاثة أبناء وخمس أحفاد، وأربعة من أطفال الأحفاد.
وتبدأ دروس اللياقة التي تقدمها جين بعد فترة قصيرة من وجبة الإفطار وتستمر الجلسة لنحو 30 دقيقة، تركز فيها على تمارين الاستطالة وشد الجسم وتحريك الأطراف.
وتقول جين التي تقيم في الدار منذ نحو 14 عاما إنها اعتادت تقديم دورس اللياقة قبل تفشي جائحة فيروس كورونا، ولكنها وفقا لحديثها، فإن تلك الحصص أصبحت أكثر أهمية خلال فترة الحظر والإغلاق لأنها كانت تمنح المزيد من التواصل بين أشخاص اضطروا للانعزال عن الآخرين حرصا على صحتهم وحياتهم.
وتصف تلك الجلسات بأنها تمنح المتعة والسعادة للمشاركين فيها من قاطني الدار، موضحة: “لا أعرف ما إذا كان ذلك يبقينا صغارًا ولكنه يجعلنا نتحرك وهذا هو المغزى”.
وتابعت: “من المهم جدًا ألا تبقى جالسا طوال الوقت تشاهد التلفزيون أو تقرأ كتابًا لأن الجسم بحاجة إلى الحركة والنشاط”.
ولا تعرف جين، التي كانت تعمل بائعة زهور في السابق، السر وراء عمرها الطويل وصحتها الجيدة، بيد أنها تقول: “أنا لا أطيق الجلوس والبقاء ساكنة، فأنا اعتدت خلال ساعات عملي على الحركة وتنسيق باقات الورود، وفي البيت كنت دائما منشغلة بأعمال المنزل والاعتناء بالأطفال”.
وأردفت: “حتى هذا الوقت من عمري لا أزال أحب أن أشغل نفسي وأنا أفعل الكثير من الأمور هنا”، إذ أنها لا تزال تنسق باقات الزهور للنادي التابع للدار وتقوم بالعديد من المهام التطوعية.
من جانبهم، يصف القائمون على الدار جين بأنها قد أصبحت “أيقونة” المكان، فهي تجلب السعادة للجميع، وترحب بالقادمين الجدد وتساعدهم في التأقلم وتكوين صداقات جديدة.
وعنها، يقول مدير الدار، شون تران: “إنها أجمل سيدة، تؤثر الآخرين على نفسها ولا تحب أن تتحدث عن ذاتها، بل ترحب دوما بالآخرين وتطمئن على أحوالهم وعلى عائلاتهم”.
ويردف: “فور أن تراها سوف تعلم أنها متفردة عن الآخرين ومميزة.. إنها تتذكر جميع التفاصيل التي تخص سكان الدار.. هي مذهلة”.