البلاد- متابعات
ذكرت دراسة أخيرة نشرتها شركة إبسوس Ipsos أن غالبية الموظفين يُفضلون متابعة العمل من منازلهم، في حين قال 30% من الذين شاركوا بالاستطلاع أنهم سيبحثون عن عملٍ في مكانٍ آخر في حال إجبارهم على العودة إلى المكتب.
وفي لقاءٍ مع موقع قناة CNBC الأمريكية، أكد (مارك ديكسون) المدير التنفيذي لشركة IWG، وهي واحدة من كبرى شركات تأجير مساحات العمل في العالم، إن الموظفين لا يرغبون في العودة إلى المكاتب التقليدية ويرونها “هدرًا كاملًا للوقت والمال”، على حد تعبيره.
وأضاف ديكسون أن الافتراض بأن الناس يحبون التنقل يوميًا إلى مراكز عملهم هو افتراض غير صحيح، وأضاف أن الموظفين يفضلون العمل بشكلٍ مرن من أي مكان.
وكان الصراع قد تصاعد في الآونة الأخيرة بين العاملين والشركات بشأن سياسات العودة إلى المكتب.
وقدمت شركات مثل ستاربكس وأمازون وجوجل سياساتها الخاصة بالعودة إلى المكتب في الآونة الأخيرة، والتي تطالب الموظفين بالعودة بشكلٍ كاملٍ أو جزئي إلى مكاتبهم.
وكان موظفو شركة ستاربكس قد رفضوا السياسة التي طرحتها شركتهم والتي تطالب الموظفين بالعودة إلى المكتب لثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل، في حين انقسم موظفو أمازون حول طلب الشركة عودة الموظفين إلى مكاتبهم بدءًا من مايو القادم.
وتسببت مقاومة هذه السياسات في تراجع سوق العقارات التجارية، وهو ما يتوقع ديكسون أن يؤدي إلى “صدمة” في هذا السوق، خاصة مع إعادة الشركات التقنية الكبرى، مثل أمازون وجوجل، النظر في تكاليف مساحات مكاتبها.
وكانت أمازون قد علّقت بناء مقرها الثاني في فيرجينيا بعد أن أقالت آلاف العمال في وقت سابق من هذا العام. في حين قلصت جوجل وميتا مساحات مكاتبهما في إجراءات تقشفية.
وكانت جوجل قد طلبت من بعض موظفيها مشاركة المكاتب، بحيث يتبادل الموظفون استخدام المكاتب نفسها في أيامٍ مختلفة من الأسبوع، وهو ما أدى إلى ترك بعض مباني الشركة فارغة، في حين قررت ميتا عدم تجديد عقود الإيجار لمبنيين في نيويورك العام الماضي، وفق “البوابة العربية للتقنية”.
ومع ذلك، يعتقد ديكسون أن ما يحدث الآن يمكن أن يخلق فرصًا جديدة لشركات مثل IWG، المتخصصة بتوفير خدمة “المكاتب المرنة” التي تتيح للشركات استئجار مساحات العمل حسب الحاجة.
ووفقًا لتصوره، يمكن للمكاتب أن تكون كشبكة من محطات الوقود، بشكلٍ توفِّر فيه للعمال فرصة العمل في أي مكان. وتمتد مكاتب IWG في أكثر من 120 دولة.
ومن الواضح أن الجائحة قد سرّعت التحول إلى العمل عن بعد، ولكن ما زال من غير الواضح مدى دوام هذا التغيير. إذ قد تُقرر بعض الشركات العودة إلى الطرق القديمة للعمل بعد انتهاء الجائحة، في حين يمكن أن تتبنى شركات أخرى نهجًا مختلطًا يمزج بين العمل من المنزل والمكتب.
ومع ذلك، فمن الواضح أن شكل العمل يتغير، ومن المُستبعد أن يعود مشهد العمل إلى ما كان عليه قبل الجائحة.