جدة – رانيا الوجيه
يشهد مجال الفن التشكيلي، باستمرار أساليب وأنماط مختلفة، منها الفن الجرافيتي، والذي ظهر كأحد مفاهيم اللغات البصرية، وفي هذا السياق يروي ماهر عاشور عن تجربته في الفن الجرافيتي مُوَضِّحاً بقوله: “بدأت برسم الكاريكاتير لمدة طويلة عبر الصحف والجرائد المحلية، ومن ثم توجت إلى فن الجرافيتي”.
ويستطرد أنه ليس هناك وجه شبه بين الكاريكاتير وفن الجرافيتي، فالكارتير يعبر عن وجهات نظر عامة يعيشها الجميع، أما الجرافيتي فهو فن خاص يتناول رسم أي صورة في الحياة منها صورة بورتريه لشخصيات مشهورة أو صور لحيوانات متنوعة أو مناظر طبيعية وجمالية. كما يستخدم الفن الجرافيتي في رسومات الأسماء بحروف “وايلد ستايل”، وحروف “بلوك باستر”. حيث إن فن الجرافيتي يتم من خلال الكتابة والرسم على الجدران أو الأسطح، باستخدام أدوات خاصة، بطريقة فنية لكلمات مقصودة أو مسميات أو عبارات أو صور لشخصيات عامة أو رسوم لوجوه جميلة.
والفن الجرافيتي يساعد على التخلص من التشوهات البصرية من شوارع المدن بنسبة 100 %، وهو فن منتشر إلى حد بعيد في أوروبا وأمريكا مقارنة بالدول في الوطن العربي، وفي المملكة بالتحديد، بالرغم من أن هذا الفن يحتاج إلى تصاريح من الجهات المعنية للقيام بعمل لوحات فنية في الشوارع وعلى الجدران.
وعن تجربته في كورنيش الدمام، والتي كانت تهدف إلى حث المتنزهين على الحفاظ على النظافة، خصوصاً أن هذا النوع من الفنون يحتاج إلى دعم حتى قال: كانت تجربة ثرة ومؤثرة، وقد وجدت التشجيع من قبل المتنزهين، وأتمنى تكرار التجربة في مواقع أخرى إن شاء الله.
من جهتها أوضحت الفنانة رهام فلمبان فنانة رسم جرافيتي بقولها: “فن الجرافيتي هو في الأساس فن حيوي، منذ أن ظهر، ولكنه سرعان ما اتخذ أَنْماطاً مختلفة، وأصبحت له مدارس فنية، منها مزج الجرافيتي بالرسم الجداري وبمحاكاة الطبيعية وباستخدام الحروف والكلمات، فهو فن يستخدم لغة رمزية تفهم عن طريق النظر لها، لأنه فن شارع في الأساس، لتوصيل رسالة معينة للمجتمع، وقد يكون له علاقة قوية في مساعدة إزالة التشوه البصري الموجود في بعض الطرقات والشوارع، وتجميل الحوائط والجدران، باستخدم الرسم الجرافيتي الممزوج مع الفن الجداري، فضلاً عن محاكاة الطبيعة، كما أن فن الجرافيتي كان له تأثير كبير على الشباب، الذين استخدموه ليوجه طاقتهم على نحو إيجابي في الرسم والتعبير عن أنفسهم، وتوصيل رسائل عن طريق الجرافيتي، كما أن الفن الجرافيتي أسلوب للتعبير عن النفس بصورة حضارية.
وعن العراقيل التي تواجه ممارسي الفن الجرافيتي تقول فلمبان: من أبرز الصعوبات التي نواجهها كممارسين لهذا النوع من الفن أهمها، عدم وجود أماكن للعرض المناسب لعرض أعمالنا، كما لا يوجد دعم من قبل المؤسسات التي تهتم بالفن التشكيلي، كما أن أسعار الخامات مرتفعة، ويتم استيراد الخامات من الخارج، كألوان الأكربيك والألوان الزيتية والأحبار و”الوتركلر” والأوراق، وكل ذلك يتم شراؤه. أما من الخارج أو عن طريق “الأون لاين”، من فرنسا والصين وألمانيا؛ وبالتالي ترتفع أسعار الخامات.
وهناك بعض الدول في أوروبا تقوم بتخصيص أماكن معينة له، كالشوارع أو الميادين، حيث تكون مثل معرض مفتوح لفناني الجرافيتي، لأنهم فنانو شوارع، حتى يتمكن المتذوقون من مشاهدة أعمال الفنانين.
وتستطرد فلمبان أنها، حولت فن الجرافيتي إلى الأسلوب العربي، ويتكون هذا الفن من أوراق الصحف والبخاخات والألوان، ويتضمن إخراج لوحات من الكواكب والشلالات والمدائن المضيئة وغيرها من فنون الطبيعة. وهذا النوع من الفنون بمثابة علم يدرس ومنتشر في دول أوروبا وأمريكا وغير متعارف عليه بالمنطقة العربية، وبالفعل قمت بالمشاركة في الفعاليات المحلية لأعرف عن هذا الفن وَأَيْضاً كانت لي تجربة حين طلبت مني إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة لعمل هذا الفن الجرافيتي داخل جدران القناة، بشكل تعبيري عن هوية ورسالة برامج القناة.
وتضيف: فلمبان في أماكن مختلفة في العالم، تمتلئ شوارع المدن برسوم فنانين على الأرصفة والمباني، لافتة النظر بقولها:” فن الجرافيتي يكسر حدة الروتين وهو من الفنون الحديثة التي تستهوي الشباب من فئات عمرية مختلفة.
أنواع الفن الجرافيتي
- حروف وايلد ستايل
- حروف بلوك باستر