البلاد ـ جازان
تُشكل المتاحف الخاصة بمنطقة جازان مصدر جذب سياحي لزوار منطقة جازان تضاف إلى المقومات السياحية التي تشتهر بها، فضلاً عن حضورها وأهميتها الثقافية الكبيرة التي تُعرف بموروث المنطقة.
وتبرز تلك المتاحف الجوانب التراثية وتاريخ الأجداد وحمايته والمحافظة عليه في إطار ثقافي معرفي للجيل الحالي والقادم بمعروضات لجيل عاش حقبة زمنية مُعينة، وترك العديد من القطع التي تُشكل اليوم ثروة للمهتمين بها.
ويبرز متحف “جبل طلان” – لصاحبه جبران العليلي المالكي – علامة فارقة في الحراك الثقافي والسياحي الذي تشهده المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، فهو على الرغم من أنه متحف خاص، إلا أنه يضم بين جدرانه 8 آلاف قطعة أثرية نادرة، تؤكد للزائر القيمة الثقافية والأثرية التي يمتلكها المتحف الذي يتنفس عبق التراث وروح الأصالة وعراقة الماضي التليد.
ويتألف المتحف من بناء من دور واحد فقط، ويتخذ طابعاً مستديراً يصل قطره إلى حوالي عشرة أمتار، ويتضمن عدداً من أدوات القهوة وأواني الطبخ وبعض المصنوعات الجلدية وبعض الملابس الخاصة بالنساء ومجموعة من الأسلحة القديمة التي كانت تستخدم في الحروب وعدد من الأدوات الحجرية القديمة.
ومتحف جازان” للباحث الدكتور علي بن محمد العواجي الذي يضم آلاف القطع التراثية التاريخية التي تدل على قدم وعراقة الحضارة في منطقة جازان الممتدة عبر العصور التاريخية المختلفة منذ العصر البرونزي والعصر الحجري، وُصُولاً إلى العصور التاريخية قبل الجاهلية والعصر الإسلامي.
ويعرض متحف “فن صناعة ودباغة الجلود”، الواقع في جبال الحشر بمحافظة الداير، ويضم قطعاً أثرية يعود تاريخها لأكثر من 200 عام، الحياة القديمة ودور المرأة في القطاع الجبلي بمنطقة جازان، ومشاركتها في أنماط الحياة، مُعَرِّفاً بِالأدوات المستخدمة آنذاك.
وأوضحت صاحبة المتحف ساترة الحريصي، أن المتحف يضم أكثر من 2000 قطعة مصنوعة من الجلود والخوص وأدوات الزراعة والحرْث والحصاد، وأوانٍ للطبخ وأدوات الكيْل والملابس التراثية والحُلي النسائية المستخدمة قَدِيماً، فضلًا عن أدوات حصاد البن وتحميص وإعداد القهوة، وكذلك الأواني الخشبية.
ويهوى العديد من أبناء جازان جمع المقتنيات القديمة والتاريخية، خاصة ما يتعلق بالأسرة من الأجداد والجدات والآباء والأمهات الأمر الذي يجعلها تُشكل التحاماً شخصياً لديهم كونها ذات معنى خاص في حياتهم، وتلحظ عليهم حبهم لها وتعلقهم بها، حتى إنهم يعرفون أدق التفاصيل عن كل قطعة، لتؤكد تلك الهواية عشق أبناء منطقة جازان لتراث أسلافهم والتعلق به وحبه وترسيخهم له وللأجيال القادمة والمتعاقبة.