البلاد ـ الرياض
تواصل المرأة السعودية، وضع بصماتها ولمساتها في مجال الفن باحترافية، وإتقان، حيث برزت الكثير من الأسماء في مجالات الرسم والنحت وكافة أنماط العمل الإبداعي، وهي تجد الدعم والاهتمام من قبل الجهات المختصة، حيث مثّلت الفنانة السعودية دور الدافع إلى العمل المبدع والفن المخترع بتجسيدها للثقافة الوطنية بطابع جمالي مختلف إلى جانب تفانيها للدور الذي ورثته متأصلاً بتشكيل التراث الوطني بمفردة إبداعية تتماهى مع المكان واللغة الأصيلة، مستفيدة من البيئة والرموز ببناء أعمالها كوسيلة توليدية لا نهائية لها.
وقد بدأ الفن التشكيلي خطواته الأولى بشكل ظاهر أواخر الخمسينات بداية الستينات القرن الماضي في المملكة بعد أن أدرج الفن ضمن المناهج الدراسية، وافتتح بعد ذلك معهد التربية الفنية، وبالتالي استقطاب عدد من الفنانين غير السعوديين إلى المملكة، كما بدأ آنذاك الابتعاث الخارجي للفنانين المحليين الذين استطاعوا بفنهم الفريد من نوعه أن يتركوا بصمتهم على الساحة الفنية، ومن الأسماء التي وضعت بصماتها في فن النحت، فنانة النحت السعودية زينب الفقيري التي تسعى من خلال أعمالها الصخرية التي استوحتها من معالم بيئتها بمحافظة العلا، متنقلةً بين جبالها وأوديتها وتشكيلاتها الصخرية الفريدة ومعالمها التاريخية، لتعزيز قدراتها، والتعريف بما تحتويه المحافظة من كنوز طبيعية جعلتها إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية.
وقالت الفنانة أنها بدأت موهبتها في النّحت منذ الطفولة بدعم وتشجيع من والدها، وعززتها ببعض الدورات التدريبية المقدمة من مدرسة الديرة وهي أول مدرسة مخصصة للفنون والتصاميم، بإشراف ودعم من قبل الهيئة الملكية لمحافظة العلا، مؤكدًة بأن المرأة السعودية قوية، وتستطيع أن تنجح في أي مجال، مشيرة إلى أن ثقة القيادة الرشيدة في المرأة تجعلها تعزز طاقاتها الإبداعية، وتتحدى الصعاب لتواكب نهضة ورؤية المملكة 2030 “.
وكشفت أن مدة إنجاز أعمال النّحت الصخري تختلف حسب نوع النقش وحجم المجسم، حيث خصصت جُزْءاً من مزرعتهم الخاصة مَعْمَلاً تقضي فيه معظم وقتها مع المطرقة الصغيرة والصخور المتنوعة، لتنتج عَدَداً من التحف الفنية التي تقدمها لزائري العلا.
وحول اختيارها للصخور في النّحت، بيّنت أن العلا غنية بالصخور ذات الألوان المختلفة والجميلة، وتعيش فترة زمنية أطول والدليل على ذلك المنحوتات القديمة المعروضة في بعض المتاحف، وعلى سبيل المثال المنحوتات الحجرية النبطية التي تعود لآلاف السنين، مؤكدة أنها تحرص على أخذ القدر الكافي من الصخور دون العبث أو المساس بالطبيعة المحيطة.
وأبدت الفقيري أملها في إكمال مشروعها المتخصص في النحت لإبراز الموروث التراثي بالمحافظة، وتقديم أعمال تنافس على النطاق العالمي.
يشار إلى أن المرأة السعودية خطت خطوات سريعة جداً في مختلف المجالات، ووجدت دعم القيادة الرشيدة للارتقاء والمشاركة في تنمية الوطن في القطاعات كافة، ومنها الإسهام في ارتقاء الذائقة الفنية ومحاولة تعزيز وجود الفنانين المحليين بتشكيل حلقة وصل مع الجهات الحكومية، كما أن المرأة السعودية ارتقت إلى مصاف الدول العالمية في تقديم موهبتها وإبداعها، وحرصت على أن تحظى بالفرص القوية خلال مشاركاتها الثقافية في المحافل الفنية الدولية.