البلاد : متابعات
أصبحت التكنولوجيا مؤثرة على المجتمعات عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم حيث أتاحت لهم التفاعل وتبادل المعلومات التي تتعلق بالمشاكل والحلول والرؤى المماثلة مع وصول عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم في عام 2023 إلى ما يقارب من 4.89 مليار مستخدم.
وقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو القصيرة على وجه التحديد في الآونة الأخيرة مصادر قليلة التكلفة ومصادر للمحتوى التعليمي والتثقيفي يمكن الوصول إليها بسهولة. كما تمكن الناس في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى كمية هائلة من المعلومات التي أصبحت في متناول أيديهم مع تزايد استخدام الهواتف الذكية والتوفر الواسع للإنترنت عالي السرعة.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يستخدم خلدون الحوراني وهو أخصائي العلاج الطبيعي والتغذية وطبيب نحت الجسم بالوسائل غير الجراحية منصات مقاطع الفيديو القصيرة لمشاركة معرفته وتمارينه العلاجية مع العالم منذ عام 2015.
وقد أدرك خلدون بعد أن مارس الطب لأكثر من ثماني سنوات في المستشفيات وعيادته الخاصة أن الكثير من الناس يواجهون عقبات مالية عندما يتعلق الأمر بصحتهم وعافيتهم لأن زيارة المستشفى أو دفع ثمن الأدوية باهظة الثمن أصبح يشكل عبئاً كبيراً على العديد من الأفراد والعائلات.
ولذلك بدأ خلدون بعد ان أدرك الحاجة إلى زيادة الوصول إلى المعلومات الصحية في إنشاء محتوى إعلامي على مقاطع فيديو قصيرة لتوفير منصة بحيث يمكن للأشخاص الوصول إلى محتوى إعلامي يتعلق بالمعلومات الصحية دون أي تكلفة.
يتطلع خلدون من خلال مقاطع الفيديو الخاصة به إلى تمكين الأشخاص بالمعرفة التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرارات مستنيرة بالإضافة إلى تزويد مشاهديه بعلاجات منزلية يمكن القيام بها لحل المشكلات الشائعة المتعلقة بالصحة.
وخلال جائحة كوفيد-19 ازداد تصميم خلدون على نشر محتوى صحي تعليمي وشجعه ذلك على العمل بجدية أكبر لتحسين معرفته ومحتواه والوصول إلى جمهور أوسع في جميع أنحاء المنطقة.
منذ ذلك الحين، تمكن خلدون من اكتساب شهرة كطبيب معروف في العديد من الدول العربية حيث حصل على جائزة “أفضل طبيب في العالم العربي” في مهرجان القنوات الفضائية العربية.
يستخدم خلدون مقاطع الفيديو القصيرة سعياً منه لتصحيح بعض المعلومات المغلوطة التي يصادفها على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة التمارين العلاجية كبديل للمسكنات والأدوية من خلال المحتوى الذي يقدمه.
وقد اكتشف خلدون أيضاً أن هذا يساعد في تثقيف الناس حول تشخيص الأمراض. وحول هذه النقطة صرح خلدون قائلاً: “لقد أدركت أن النصائح والتمارين والتوصيات التي أقدمها على وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن تساعد المرضى في اكتساب الوعي من أولئك الذين لديهم أعراض ومشكلات مماثلة، ولكن في رأيي يجب أن يحصل المرضى بالتأكيد على تشخيص رسمي من الأطباء بشكل شخصي أولاً.”
وباعتبار أن التعليق على الموضوعات الطبية عادة ما يقابله بعض التحفظات، فقد واجه خلدون انتقادات من عدد قليل من الناس عند بدء رحلة التواصل الاجتماعي بهذا الخصوص.
ومع ذلك، ومع مرور الوقت، غيّر المنتقدون آراءهم عندما رأوا النتائج التي حققها ومدى إعجاب وتقدير متابعيه لمقاطع الفيديو القصيرة والمحتوى الخاص به.
ومع استمراره بتلقي التفاعل الإيجابي الكبير من قبل مشاهديه، يرى خلدون أن من المفيد جداً أن يشارك متابعوه شكرهم وامتنانهم للإرشادات والنصائح التي يقدمها لهم والفوائد التي يحصلون عليها من المحتوى الذي يقدمه.
إضافة إلى ذلك يحاول خلدون تقديم استشارة مجانية لما لا يقل عن 20 – 30 شخصاً من متابعيه كل مساء من خلال الرسائل الخاصة.
يحاول خلدون أن يضمن بأن يصبح متابعوه ومرضاه أكثر صحة وإدراكاً فيما يتعلق بتحسين صحتهم وهذا من أهم ما يمثل جوانب مسيرة خلدون المهنية كطبيب وصانع محتوى، كما أنه يسعى جاهداً للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص للمساعدة في تحسين صحتهم ووعيهم.
يركز خلدون على تحسين محتواه لتقديم أفضل المعلومات لمتابعيه، وللتأكد من قيامه بتقديم المحتوى الأنسب والأكثر ملاءمة لهم، يحرص خلدون على اختيار موضوعاته حسب الأشهر والوقت والطقس والظروف الموسمية.
كما أنه يقوم بإجراء جميع الأبحاث المطلوبة ويغطي جميع زوايا موضوع ما للتأكد من أن محتواه دقيق ومفيد بالفعل لجمهوره.
ويشير خلدون إلى أن آلام الركبة وإصاباتها من أكثر المسائل الصحية التي يتشاركها معه متابعوه، يليها آلام أسفل الظهر والرقبة والكتفين، والتي تنشأ عادة من ساعات العمل الطويلة على أجهزة الكمبيوتر.
ولحل مثل هذه المشكلات ينصح خلدون هؤلاء بتثقيف أنفسهم بشكل أفضل واتباع النصائح حول عدد المرات التي يجب على الأشخاص الوقوف والجلوس فيها أثناء العمل وكيفية تقوية عضلاتهم وإجراء تمارين التمدد واستخدام الكمادات الساخنة بشكل فعال، بل وتعليمهم أيضاً كيفية تحسين طريقة نومهم.
تمكن خلدون، الذي جمع ما يقارب من مئة ألف متابع على منصة إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة “لايكي”، من الاستفادة من المنصة للتعبير عن شغفه ومشاركة معرفته والوصول إلى جمهور أكبر في جميع أنحاء المنطقة. وبمساعدة “لايكي”، تمكن خلدون من إنشاء مقاطع فيديو قصيرة وغنية بالمعلومات وجذابة حول مجموعة من الموضوعات الصحية المرتبطة بتخصصه والتي يمكن الوصول إليها بسهولة وقابلة للمشاركة.
وقد اكتسبت مقاطع الفيديو شعبية واسعة وأصبحت مفيدة لتحسين شهرة خلدون كصانع محتوى مؤثر في مجال التوعية الصحية. ومن خلال الاستفادة من دعم المنصة والوصول إلى قاعدة المستخدمين الواسعة، تمكّن خلدون من المساعدة في تثقيف الناس حول العالم وإحداث فرق كبير في حياتهم.
وفي معرض حديثه عن تجربته أكد خلدون بأن منصات الفيديو القصيرة مثل “لايكي” تعمل كقناة جيدة لتثقيف الناس حول القضايا المتعلقة بالصحة، وأضاف قائلاً: “إن تعزيز لايكي للوعي الصحي وأهمية مشاركة المعلومات الدقيقة يظهر بأن هذه المنصة تعمل على تحسين محتواها المتعلق بالصحة وقد يؤدي ذلك إلى تفوق “لايكي” على المنصات الأخرى.”
لقد أصبح يُنظر الآن إلى خلدون على أنه شخصية مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي ويحدث فرقاً كبيراً في حياة أفراد المجتمع من خلال استخدام مقاطع الفيديو القصيرة لمساعدة الأشخاص بفعالية على تحسين صحتهم وتزويدهم ببدائل علاجية من خلال التمارين والنصائح الطبيعية والعلاجية.
لقد أحدث ظهور مقاطع الفيديو القصيرة نقلة نوعية في طريقة استهلاك الناس للمعلومات والمعرفة، لا سيما في مجال التثقيف الصحي، وأصبحت هذه المنصات توفر طريقة ملائمة وفعالة للناس للتعرف على الموضوعات الصحية المختلفة بطريقة ترفيهية وجذابة.
وبالتطلع نحو المستقبل، يبدو من الواضح أن مقاطع الفيديو القصيرة ستستمر في لعب دور حاسم في طريقة وصول الأشخاص إلى المعلومات الصحية وتكوين مجتمع أكثر وعياً وصحة وسعادة.”