البلاد – الرياض
يعتبر مشروع نيوم حلماً جريئاً وطموحاً لمستقبل جديد، وهو انطلاقة التغيير التي ستجسِّد مستقبل الابتكار في الأعمال والمعيشة والاستدامة. وتمثل نيوم أحد المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة. وبموقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر شمال غرب المملكة، ستُبنى نيوم لتكون ميداناً حياً ونابضاً بالتجارب، وتصبحَ منصّة عالمية ترسمُ فيها ريادةُ الأعمال والابتكار معالم المستقبل الجديد. وستفتح نيوم أبوابها لتكون موطناً ووجهة لأصحاب الأحلام الكبيرة، ولكل من يطمح أن يُسهم في بناء نموذج جديد لمعيشة مستدامة ومزدهرة.
ولا يقتصر مفهوم نيوم على المكان فحسب، بل هو توجه فكري ونمط حياة، فتصميم هذا النموذج وإنشاؤه وإدارته قائم على أسلوب متحرر من قيود المنهجيات القديمة للبنى التحتية الاقتصادية والبيئية التي تحدُّ البلدان الأخرى حول العالم من التقدم. وسيحقق مشروع نيوم تحت مظلة رؤية السعودية 2030 ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في تحقيق معيشة استثنائية، وبيئة أعمال مزدهرة، وإعادة ابتكار مفهوم الاستدامة.
وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة في وقت سابق، عن إطلاق مشروع “نيوم”، الذي يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد، في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع.
وصرح سمو ولي العهد -وقتها- بأن منطقة “نيوم” ستركز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وذلك بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي. وكل ذلك سيؤدي إلى إيجاد فرص عمل والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة. وسيعمل مشروع “نيوم” على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية. كما سيتم دعم “نيوم” بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من قبل المملكة العربية السعودية، صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.
وتمتاز منطقة المشروع بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية، وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا. وتقع المنطقة شمال غرب المملكة، على مساحة 26,500 كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر. يضاف إلى ذلك النسيم العليل الذي يسهم في اعتدال درجات الحرارة فيها. كما ستتيح الشمس والرياح لمنطقة المشروع الاعتماد الكامل على الطاقة البديلة. وأعلن سمو ولي العهد كذلك تطوير جزيرة “سندالة”، أولى وجهات نيوم للسياحة البحرية الفاخرة، وأحد أهمّ المشاريع الداعمة للاستراتيجية الوطنية للسياحة، والتي تم تصميمها لتكون البوابة الرئيسة للرحلات البحرية في البحر الأحمر، ولتقديم واحدة من أهم التجارب العالمية في الضيافة والترفيه. ومن المتوقع أن تبدأ الجزيرة في استقبال الزائرين مطلع العام 2024م، مبيناً هذا المشروع يمثل لحظة مهمة تعكس تسارع التطوير في نيوم، ويجسد خطوة رئيسة لتحقيق طموحاتنا السياحية في إطار رؤية السعودية 2030. وأضاف سموه: “ستكون سندالة أول وجهة بحرية فاخرة ونوادي اليخوت على البحر الأحمر في نيوم، كما ستكون بوابة للسياحة العالمية في البحر الأحمر والمنطقة، تتميز بموقع فريد وطبيعة ساحرة تؤهلانها أن تكون منصة للسياحة البحرية الفاخرة على مستوى العالم”. وتقع جزيرة “سندالة” في البحر الأحمر على مساحة إجمالية تقارب 840,000 متر مربع، وتعد واحدة من مجموعة من الجزر التي سيتم تطويرها في نيوم وفق رؤى وتصاميم مختلفة تميز كل جزيرة عن الأخرى. وسيتم تطويرها لتقدم موسم جديد لليخوت يمثل وجهة جذب عالمية توفر لعشاق السفر والسياحة البحرية الراقية إلى جانب تجارب فريدة تمكنهم من الاستمتاع بطبيعة الجزيرة، ورؤية الجمال الحقيقي لنيوم والبحر الأحمر في المملكة العربية السعودية. ومن المخطط له أن يستحدث مشروع جزيرة سندالة 3500 وظيفة تدعم القطاع السياحي وخدمات الضيافة والترفيه. وستضم جزيرة سندالة مرسىً ساحراً وحيوياً مع 86 رصيفاً بحرياً، يجعله وجهة مثالية لاستيعاب القوارب واليخوت الكبيرة، ما يجعلها البوابة الرئيسة للبحر الأحمر، التي تقدم تجارب استثنائية للرحلات البحرية.
وستوفر جزيرة سندالة 413 غرفة فندقية بأعلى المعايير العالمية، إضافة إلى 333 من الشقق الفندقية الراقية التي تتميز بمستوىً عالٍ من الخدمات، هذا بالإضافة إلى ناد شاطئي فاخر ونادٍ لليخوت، مع تقديم تجارب استثنائية في المطاعم العالمية في الجزيرة. وستجمع الجزيرة مزيجاً من العلامات التجارية العالمية والمصممة لتوفر منظومة سياحية متكاملة متفردة تلبي احتياجات مختلف الشرائح من خلال وجود عدد من المتاجر الفاخرة والمصممة خصيصاً للجزيرة، كما ستوفر الجزيرة لمحبي رياضة الغولف أرضاً تبلغ مساحتها 6,474 ياردة (5,920 متراً)، تتكون من ملعبين عالميين يحتويان على 9 حفر، ومخصصين ل 70 ضربة مع 18 نقطة انطلاق، للاستمتاع بتجربة رياضية وترفيهية مميزة. وستجسد سندالة مميزات نيوم وإمكاناتها في تصميم وجهات سياحية بأفكار ورؤى مبتكرة تنافس مثيلاتها عالمياً.