د. جملاء بنت مبارك المري
يوم التأسيس حدث مهم له أبعاد ودلالات عظيمة في النفوس، فهو يحمل مشاعر ومعاني جوهرية تاريخية مرتبطة بمسيرة الكفاح الشاقة وبأمجاد وبطولات قادة الدولة السعودية الأولى وإنجازاتهم العظيمة.
في هذا اليوم نسترجع ونستذكر بكل شموخ وعز العمق التاريخي الراسخ الذي تعود جذوره التاريخية إلى نشأة مدينة الدرعية في منتصف القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، عندما أسسها مانع المريدي الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز في عام 850/1446م على ضفاف وادي حنيفة في منطقة نجد في موضعين الأول غصيبة وجعلها مقراً للحكم والثاني غصيبة وجعلها مقرا للزراعة، وأطلق عليها اسم الدرعية نسبة إلى عشيرته الدروع، ويعد هذا الحدث من أبرز أحداث الجزيرة العربية، وقد كانت نشأة الدرعية هي اللبنة الأولى لتأسيس أعظم دولة قامت في المنطقة في تاريخ الجزيرة العربية بعد دولة النبوة والخلافة الراشدة، وتولى إمارتها عددا من أبناء مانع وأحفاده حتى تولى إمارتها الإمام محمد بن سعود معلناً تأسيس الدولة السعودية الأولى على في عام 1139هـ/ 1727م فتبدلت الأحوال في عهده من الفوضى إلى النظام ومن الخوف إلى الأمن ومن الفرقة والتمزق إلى الوحدة والاجتماع تحت راية واحدة على أساس متين ورؤية ثاقبة ومبادئ راسخة أساسها الكتاب والسنة. وسار قادة هذا الوطن على نهجه ومبادئه محققين النجاحات العظيمة.
هذه الذكرى التاريخية نستشعر فيها نعمة الله عز وجل على ما نعيشه اليوم في مملكتنا الغالية من الأمن والاستقرار والرخاء والتطور في كافة المجالات التي جعلت المملكة العربية السعودية تتقدم بخطى ثابتة غير مسبوقة في النهضة محققة إنجازات عظيمة ومشروعات كبرى جعلتها في مصاف الدول المتقدمة.
وفي هذه المناسبة الغالية أتقدم بالتهنئة الخالصة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان – حفظهما الله- سائلة الله عز وجل أن يديم علينا بفضله نعمة الأمن والأمان والوحدة والشموخ وأن يحفظ لبلادنا ريادتها ورخاءها وولاة أمرها.
وكل عام ووطننا المعطاء بخير..
استاذ مساعد في التاريخ السعودي
بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل